سياسة

“طوفان الأقصى” – 23

تلاحظ أنه في الوقت اللي تم الموافقة فيه على دفع 20 ناقلة مساعدات مصرية عبر منفذ رفح إلى غزة
 
تزامناً مع إمكانية نزوح الأجانب من غزة إلى مصر، تعلن إسرائيل قرارها السياسي العسكري بغزو قطاع غزة.
وحالياً تقوم إسرائيل بقصف حجم كبير من المناطق والأحياء شمال ووسط غزة، بهدف تهجير السكان، وتدمير المبانى،
وبالتالي دفن من في الأنفاق تحت هذه الانفاق، أو على الأقل تقليص كفاءئتها وصلاحيتها العملياتية لاستخدامها في القتال، فضلاً عن تعرية الأرض لتهيئة أنسب الظروف للوسائل التكنولوچية للاستطلاع المرئي لكشف مخارج تلك الانفاق وكذا كشف أكبر قدر من المقاتلين.
ويمكنني تصور الآتي:
في الوقت الذي يتم فيه دخول المساعدات لغزة ونزوح الأجانب لمصر، والذي سيكون المعبرين فيه الفلسطيني والمصري مفتوحين ذهاب وعودة، من المحتمل قيام القوات الإسرائيلة المكلفة بتنفيذ عملية السيوف الحديدية بشن هجومها البري من شمال غزة أو أي اتجاه مخطط. وارتباطاً بأن إسرائيل قد حذرت سكان القطاع عدة مرات بضرورة سرعة مغادرة منازلهم والنزوح جنوباً، فكل من يتبقى سيعتبر عدوًا ومشروع استهدافه.
 
ذلك سيدفع جميع الفلسطينيين النازحين من الشمال والمقيمين في جنوب غزة إلى الإسراع إلى حدود رفح الفلسطينية والمصرية واستجداء المصريين المسؤولين عن أمن الحدود لإنقاذ حياتهم وإما اجتياح الحدود بالتدافع البشري.
في هذه الحالة ستعتمد إسرائيل على فرصة تكثيف الضغوط الدولية وربما العربية على مصر بشكل هائل لمنع حدوث مذابح.
كل هذا بهدف نهائي لإسرائيل وهو تطهير غزة، ليس فقط من الفصائل الفلسطينية ولكن من الفلسطينيين سكان القطاع. وسيكون مبرر إسرائيل الجاهز هو أنهم يخوضون حرب من أجل البقاء، خاصة وأن إسرائيل ترى أنه من الصعب نشوب حرب صريحة عربية إسرائيلية. الأمر الذي يزيد من احتمالات تدخل حلفاء حماس من أذرع إيران، وهو أيضاً ما يزيد العبء بالتبعية على القوة الأمريكية شرق المتوسط في التصدي بالوسائل النيرانية الدفاعية ضد أي تدخل نيراني محتمل من تلك الفصائل الحليفة لحماس.
 
ولن تتدخل إيران بشكل علني لأنها تعلم أن الولايات المتحدة ستستخدم قوتها (الشرط الوحيد الذي ستستخدم فيه الولايات المتحدة قوتها هو تدخل إيران بشكل مباشر في الحرب).
وهنا ستخاطر تل أبيب بالتسبب في تصعيد جبهة تهديد شمالية تقودها حزب الله وفصائل أخرى.
دكتور سَــــيد غُنــــيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى