أخبارصحة

اليوم العالمي التحسيسي لاورام الغدد الصماء العصبية ( tumeurs neuro-endocrines) 10 نوفمبر 

متابعه وفاء سليمان محمد 

أورام الغدد الصماء العصبية هي أورام سرطانية التي مصدرها من الخلايا التي تفرز الهرمونات، والتي غالبا ما تكون في القنوات الهضمية، الجهاز التنفسي وفي البنكرياس، على الرغم من أنها يمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم مثل الغدة الدرقية (السرطانة الدرقية النخاعية Medullary Thyroid Carcinoma)، الغدة الكظرية (ورم القواتم phaeochromocytoma) وغير ذلك.

 كان يعتقد في الماضي أن هذه الأمراض نادرة، ولكن اليوم نظرا لتحسن وسائل تشخيص المرض فهناك زيادة في عدد المرضى الذين يتم تشخصهم كل عام. جزء كبير من المرضى يتم تشخيصهم في المرحلة النقيلية المتقدمة، ولا يمكن شفاؤهم، ولكن يمكن ضمان متوسط عمر أطول ونوعية حياة ممتازة.

يمكن تقسيم أورام الغدد الصماء العصبية إلى ثلاثة مجموعات: الأورام الصغيرة الغير عنيفة والتي عادة ما يمكن إزالتها تماما بواسطة العمليات الجراحية، الأورام الأكثر عنفا التي يمكنها ارسال نقائل وبالتالي يمكن أن تكون مهددة للحياة، والأورام العنيفة جدا التي من دون علاج يمكن أن تؤدي إلى وفاة المريض في غضون بضعة أشهر. في السنوات الأخيرة طرأ تطور ملحوظ في تشخيص المرض وطورت مجموعة متنوعة من العلاجات الدوائية التي ساهمت بشكل كبير في تحسين بقاء المرضى على قيد الحياة.

هل هناك علامات مبكرة للمرض؟ كيف يمكننا تميزها؟

معظم المرضى تظهر لديهم أعراض المرض لفترة طويلة دون أن يتم تشخيصهم. أحد الأسباب لذلك هو أن هذا المرض لا يرافقه أعراض خاصة، وانما أعراض التي يمكن أن تشير إلى مجموعة متنوعة من الأمراض. معظم أورام الغدد الصماء العصبية تفرز هرمونات التي تسبب أعراض مثل أعراض السرطان، بما في ذلك الاحمرار، الصفير عند التنفس، الطفح الجلدي، الإسهال والام في البطن. الورم في البنكرياس يمكن أن يسبب لإفراز الأنسولين الذي يسبب لهبوط قيم السكر في الدم. الأورام التي تنشأ في الأمعاء الدقيقة، المعدة أو البنكرياس – يمكن أن تفرز هرمون الذي يشجع النشاط الحمضي في المعدة، مما يؤدي إلى تقرحات كبيرة في الجهاز الهضمي. أعراض الأورام في الغدة الكظرية مختلفة وتشمل: نوبات ارتفاع ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، فرط التعرق والصداع. لهذا السبب، فإن الورم قد يجعلنا نخطئ في تشخيصه بالتالي يؤدي الى تأخير التشخيص وعدم تلقي العلاج المناسب.

معظم الأورام لا تسبب أعراض محددة وبالتالي يتم تشخيصها نتيجة للأعراض التي يتم تطويرها بسبب الورم الموضعي أو النقيلي.

كيف يتم تشخيص الأورام الغدد الصماء العصبية؟

يتم التشخيص باستخدام وسائل التصوير مثل:CT الموجات فوق الصوتية وفحص ال- PET للكشف عن مستقبلات السوماتوستاتين، لتحديد المناطق ذات الكثافة العالية لمستقبلات السوماتوستاتين. السوماتوستاتين هو هرمون الذي يتم افرازه من العديد من خلايا الجسم، حيث وجد انه مثبط بالأساس لهرمون النمو ويفرز أيضا في الجهاز العصبي وفي أنسجة الجهاز الهضمي. هذا هو هرمون مثبط الذي يرتبط لمستقبلات السوماتوستاتين.

و قد دعا العديد من المختصين إلى ضرورة إنشاء هيئة وطنية مشتركة لمرضى أورام الغدد العصبية، لما يعانيه هؤلاء من تشتت وترحال بين مختلف الاختصاصات يصعّب التكفل بهم، وحسب المختصين ذاتهم فإن أورام الغدد العصبية تصنّف الثانية في الجزائر بعد سرطان القولون وسرطان الرئة.

وقد كان التكفل بأورام الغدد العصبية محل لقاء علمي نظّمه “إيبسون فارما الجزائر” وجمع اللّقاء مختصين في طب الأورام والغدد ومختصين في علم الأمراض وآخرين في علم الأمراض الباطنية.  

وحسب ما أكّده المشاركون فإن أورام الغدد العصبية نادرة الحدوث بنسبة انتشار 3 إلى 4 حالات بين 100 ألف شخص، هذه النسبة تضاعفت 5 مرات خلال 30 عاما، وهي أمراض بأعراض نموذجية قليلة تتطلب مرات عدة، سنوات عديدة بين ظهور السرطان وتشخيصه، كما أنها تعرف بنموها البطيء، وهو ما يفسّر أيضا الانتظار لسنوات طويلة قبل التشخيص الدقيق والنهائي.  

الهدف من اللقاء الذي جمع أيضا قامات عالمية في هذا التخصص على غرار البروفيسور فيليب روسزنويسكي رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض البنكرياس بمستشفى بوجون كليشي بفرنسا الذي هو تقديم آخر المستجدات المشخّصة وتطوّر العلاج وكذا تبادل التجارب الأوروبية والفرنسية.  

من جهته دعا البروفيسور في أمراض الجهاز الهضمي بمصطفى باشا نبيل دبزي إلى الضرورة الملحة إلى إنشاء هيئة تجمع خبراء من تخصصات مختلفة للتكفل بالأشخاص المصابين بهذا المرض الذي يشمل العديد من التخصصات الطبية.

وتشكّل أورام الغدد العصبية شبكة تنمو على الأرجح في كل نقطة من الجسم تتميز بقدرتها على إفراز الهرمونات.

أمّا البروفيسور بمصلحة بيار ماري كوري سمير حاج أعراب فيرى أنّ هذه الأمراض النادرة التي تعرف بالمقابل نموا معتبرا، لا يتم تشخيصها إلا عن طريق الصدفة، غالبا أثناء تسجيل تعقيدات صحية لدى المرضى أو عن طريق الأشعة والتصوير.

 من جهته يقول البروفيسور أوكال محمّد رئيس مصلحة عيادة الأورام أمين زيغود بوفريزي سابقا: من الصعب جدا تحديد حجم المرض، فهناك رفض كبير من قبل المصابين للكشف عن ذلك، بل يجب أن نتحدث عن انتشار المرض الذي يصنّف مباشرة عقب سرطان القولون وسرطان الرئة.

وأكّد البروفيسور قرابة رئيس مصلحة الجراحة بالمركز الصحي بيار ماري كوري أن التشابك في الاختصاصات الطبية في هذا المرض تجعل التكفل بالمرضى صعبا جدا

نقلا عن منظمه الصحه العالميه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى