مقالات

عزة النفس

د. صالح العطوان الحيالي
كفاكم تطبيل وتمجيد لأشخاص ليس هم أهل التمجيد ، حرروا أنفسكم من العبودية ، قولوا كلمتكم فالتاريخ لا يرحم ، الإنسان الذي ألِفَ العبودية يفقد حتى عزّة نفسه لأنه لم ينعم بالحرية قط ولم يألفها؛ كما لا يشعر حتى بالأسف عليها لأنه تعايش مع الاستبداد الذي غير طبيعته الانسانية التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها. بهذا يرى علماء النفس بأن إدمان العبودية يشبه إدمان المخدرات، يحتاج الشفاء منه فترة «حضانة» كي يتخلص العبد من ترسبات العبودية في دماغه.
من المعيب على اي مواطن شريف ويعيش في هذا البلد المنكوب أن يمجد بالمسؤولين لمنافع شخصية ويتناسى عن المنفعة العامة.
ربما أبلغ المقولات التي تعاكس الطغاة وتؤسِّس للحرية كحقٍّ طبيعي للفرد، هي ما ورد على لسان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما وزّع على الناس من بيت المال، فقال أحدهم جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما بالهم نعطيهم حقهم ويظنوها منّة!. وبمقولته هذه راح يسعى الفاروق جاهدا إلى إجهاض أي بذور مبكرة لخلق مجتمع العبودية والصغار.
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى