سياسي هولندي فائز بالانتخابات يثير زوبعة بتصريحات ضد الفلسطينيين.. والإدانات تتوالى
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
أثار سياسي هولندي متطرف، زوبعة بعد تصريحات ضد الفلسطينيين، بعد فوزه بالانتخابات، بعدما دعا إلى تهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن، مما أثار ردود فعل واسعة.
وفي تصريحات له، دعا السياسي الهولندي المتطرف، خيرت فيلدرز، صراحة، إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم باتجاه الأردن، في أول موقف غربي معلن يدعم التوجهات الإسرائيلية في هذا الاتجاه.
وجاءت تصريحات فيلدرز بعيد تحقيق فوز كبير في الانتخابات البرلمانية الهولندية، قبل أيام، في تحول مذهل نحو اليمين المتطرف، مما يضع فيلدرز في قيادة المحادثات لتشكيل الائتلاف الحاكم القادم، وربما يصبح أول رئيس وزراء يميني متطرف لهولندا، لكن هذا الأمر غير مضمون، بعدما أعلنت أحزاب برلمانية عدة رفضها الدخول في ائتلاف معه.
وأثارت تصريحات خيرت فيلدرز ردود فعل واسعة، إذ أدانت العديد من الدول والمنظمات الدعوة التي أطلقها السياسي الهولندي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
محاولة واهمة
أدانت حركة حماس، اليوم السبت، تصريحات فيلدرز، وقالت، في بيان عبر تليغرام: «ندين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات التصريح العنصري للمتطرف الهولندي خيرت فيلدرز، الذي دعا فيه إلى تهجير شعبنا إلى الأردن، ونعدّه موقفا فاشيا متماهيا مع مخططات الاحتلال الصهيوني النازي، في محاولة واهمة لتهجير شعبنا عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية».
وخلال البيان، دعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة هذا التصريح العنصري الفاشي المخالف للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وأكدت حماس أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله المشروع ضد الاحتلال حتى زواله.
دعوة لتصعيد العدوان
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم السبت، التصريحات التحريضية التي أدلى بها البرلماني الهولندي، خيرت فيلدرز، وأنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا حقه في تجسيد دولته المستقلة على أرض وطنه بعاصمتها القدس الشرقية، داعيا لتهجير الشعب الفلسطيني وحل مشكلته على حساب المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه التصريحات هي «دعوة لتصعيد العدوان على شعبنا وتدخل سافر في شؤونه ومصيره»، مشددة على أن الشعب الفلسطيني أسقط هذه التصريحات والمواقف، وأثبت عمق صموده في أرض وطنه وتمسك قيادته بحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، كما أسقطتها المواقف الأخوية الشجاعة والتاريخية للأردن».
وطالبت الخارجية الفلسطينية الحكومة الهولندية إدانة ورفض هذه التصريحات بما يتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.
موقف عنصري
وأجرى نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن، أيمن الصفدي، أمس الجمعة، اتصالا هاتفيا مع نظيرته الهولندية هانكي برونز سلوت، أكد خلاله إدانة الأردن ورفضه المواقف العنصرية التي أعلنها النائب المتطرف خيرت فيلدرز، والتي أنكر فيها حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في حريته ودولته على ترابه الوطني، وتبنى فيها وهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وأكد الصفدي أن لا قيمة ولا أثر لهذه المواقف العبثية العنصرية المتطرفة للنائب الهولندي، وأن أثرها الوحيد هو تعرية عنصرية هذا النائب المتولدة من ثقافة كراهية مقيتة.
من جهتها، أكدت سلوت احترام بلادها لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل، ودعمها لحل الدولتين سبيلا لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل.
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن استنكارها الشديد للتصريحات التي أطلقها السياسي الهولندي بإنكار حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، والتحريض على تهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن.
وأكدت الوزارة، في بيان، أمس الجمعة، أن تصريحات البرلماني الهولندي اليميني خيرت فيلدرز تدل على فكر عنصري بغيض ينكر حقائق التاريخ والجغرافيا، ويهدف الى تشويه الحقائق ونشر ثقافة الكراهية والعنصرية التي تتناقض مع القيم الأخلاقية والإنسانية السامية التي يجب أن تسود في العالم أجمع.
إنكار مرفوض
كما أدان رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، «التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها البرلماني الهولندي المتطرف».
وقال العسومي، في بيان، اليوم السبت، إن تلك التصريحات تتضمن إنكارًا مرفوضًا جملة وتفصيلًا لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في حريته وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، معتبرًا أيضًا أن هذه التصريحات تعد تدخلًا في الشؤون الداخلية للأردن.
وأكد رئيس البرلمان العربي تضامنه المطلق مع المملكة الأردنية، ورفضه أي إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وشدد على أن مثل هذه التصريحات التي تصدر عن شخصيات برلمانية وسياسية مسؤولة في مجتمعها ودولها، من شأنها التحريض على تصفية القضية الفلسطينية بالمخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتغذية ثقافة الكراهية والعنصرية التي تتناقض والقيم الأخلاقية والإنسانية التي يجب أن تسود العالم أجمع.
ودعا رئيس البرلمان العربى، البرلمان الهولندي والحكومة الهولندية إلى إدانة ورفض هذه التصريحات التي تخالف القانون الدولي، وتتناقض مع علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين الدول.
أوهام عنصرية
وأمس الجمعة، وصفت جامعة الدول العربية تصريحات السياسي الهولندي المتطرف، خيرت فيلدرز، تجاه القضية الفلسطينية والمملكة الأردنية بأنها تُعبر عن تصورات وأوهام عنصرية، عفا عليها الزمن.
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن التصريحات المتطرفة التي أطلقها السياسي الهولندي تعكس جهله بطبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتاريخه، والاجماع العالمي حول سبل تسويته في إطار حل الدولتين.
وأوضح رشدي أن مثل هذه التصريحات التي لا تعترف بوجود الشعب ولا الوطن الفلسطيني تتماهى مع أفكار وأساطير، يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأن إطلاقها على هذا النحو يُسهم في إفساد العلاقات بين الشعوب، ويزيد من مستويات الكراهية والتطرف.
من هو خيرت فيلدرز؟
يُعرف فيلدرز بأنه سياسي هولندي شعبوي، يرأس حزبا قوميا ينتمي إلى اليمين المتطرف، هو حزب «الحرية» الذي كان ثاني أكبر حزب تحت قبة البرلمان الهولندي قبل إجراء الانتخابات الأخيرة، وفق ما نُشر في «BBC».
وغالباً ما كان فيلدرز يثير الجدل بسبب خوضه حربا لا هوادة فيها ضد الهجرة، وضد ما يسميه بـ«أسلمة هولندا»، وقد تعرض للمحاكمة أكثر من مرة بتهم التحريض والتمييز ضد جماعات عرقية ودينية.
أدين فيلدرز قبل بضع سنوات، بإهانة المغاربة، وبرأته محكمة في أمستردام من تهمة التحريض على الكراهية والتمييز.
و خلال الفترة التي سبقت التصويت، غالباً ما كان يتفوق على منافسيه خلال المناظرات التلفزيونية الليلية، حول قضايا اللجوء والهجرة، والتي تدغدغ مشاعر الهولنديين.
لكن فيلدرز الآن يرفض إطلاق صفة اليميني المتطرف عليه.