مقالات
راحة الإنسان
د. صالح العطوان الحيالي
ان الذين يتعجلون الراحة بترك الإيمان والعمل الصالح ومصاحبة الصالحين إنما يتعجلون العذاب حقيقة ..يقول أحمد بن حنبل :” إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت لا راحة قبل الجنة ، هنا في الدنيا ازعاجات وزعازع وفتن وحوادث ومشاكل ونكبات مرض وهم وغم وحزن وياس ” .
الراحة النفسية تتحق للمسلم بعدة أمور في الإيمان والعمل الصالح واجتناب الكفر والمعاصي والسيئات وصحبة الصالحين مجالستهم وحضور مجالس العلم مما يعين على راحة البشر وكذلك صرف المسلم همته للاخرة وترفعه عن الدنيا ودناءتها مما يعين على ذلك .عن عبدالله بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبت به الهموم في اخوال الدنيا لم يبال الله في أي اوديتها هلك ” .عن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر عليه ” . وهناك أمور مادية لها اثرها في الراحة وطمانة القلب لكنها لا تستقل بذلك فإن عدم الإيمان كانت وبالا على صاحبها في الدنيا والآخرة عن سعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن ادم ثلاثة ، من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء ” .
فالانسان يبحث دائما عن الراحه
فالطفل يقول متى اكبر
والشاب يقول ليتني اعود طفلا
والشايب يقول ليت الشباب يعود يوما
والمتزوجه تقول ليت اعود عزباء
والعزباء تقول ليتني اتزوج
واللذي لم ينجب اطفال يقول ليتني عندي طفل واحد
واللذي انجب اطفال يتضجر ويقول ليتني لم انجب اطفال
واللذي تزوج امرأه واحده يريد ان يتزوج الاخرى بحثا عن الراحه وكلا يبحث عن الراحه ، ولكن لاوجود للراحه في هذه الدنيا ، فيجب ان نقنع بما كتبه الله لنا ونشكره على ذلك ، ونعلم ان راحتنا في عبادته وطاعته سبحانه لكي نرتاح في الآخره.