مقالات

كيف نغير نظرتنا في تربية البنات

 

كتب : عمرو البهي
لدينا مشكلة كبيرة في تربية البنات، وعلينا أن نهتم بها ونبذل قصارى جهدنا لحلها. المجتمعات العربية الإسلامية الأخرى هي أيضًا مجتمعات محافظة ومتدينة، لكنها أفضل بكثير منا في تربية الفتيات.

في مجتمعنا نربي فتاة اسمها نظامي بدلاً من فتاة تشعر بأنوثتها وجمالها وتفردها! منطقنا في الحياة هو “سد الباب من الريح لكي تستريح، فنحن نربي الفتاة على ماهي ونوبخها لأنها مدللة أو تبدع في اللبس والمكياج، حتى في المنزل أو في المناسبات العائلية. وأقنعاها أن من يتكلم معها أو ينظر إليها عليها أن تضربه بالحذاء حفاظاً على شرفها.

ونخبرها أن مسؤوليتها الكاملة في الحياة هي الدراسة والتفوق، ومن ثم تعمل بعمل يليق بها وتنجح وتترقي، ولا تركز ولا تهتم بأي شيء آخر. وسيظهر فتى الأحلام بمفرده وسيطاردها بنفسه.
لأنها أميرة وسندريلا!!!!!!!!
المشكلة هي أنك نسيتي أن تعلميها كيف تكون أميرة وسندريلا! ! كيف تتعامل مع هذا الفارس كحبيبها وزوجها وشريك حياتها.. وليس كأي رجل في الشارع تريد حماية نفسها من المتحرشين بها؟ “لقد ربيتي عسكري. لقد كانت عسكري طوال حياتها. بعد أن أنجبت ابنتها، قام عسكري بتربيتها أيضًا! لأنكي خلقتي لها عقدة نفسية حول ما تشعر به كامرأة إنها تخجل وتشمئز مما هي عليه! الشعور بالخوف! كانت تخجل من مشاعرها وجسدها واحتياجاتها وعملها كامرأة بالغة أنثوية بالكامل، كما أنها قد تشعر بالخوف والغربة والخجل من أي رجل يقترب منها!

كانت تنتظر ان يأتي دوها في الزواج نظام زواج الصالونات” دون تعارف مسبق أو مودة متبادلة، وكانت معتادة على إعطاء وجهها الخشبي العملاق لأي رجل غريب، لذلك لن تجد هذا الرجل النظامي، لكنهم سيقنعونها بأنه مهذب وستبتهج بعد الزواج. فيتزوجها. ولن تجد غير رجل صعب ولن تتمكن من التحرر من القيود النفسية الحديدية التي كانت موجودة فيها منذ الطفولة وأصبحت جزءا من شخصيتها. إنها لا تعرف كيف “تتحرر” وتصبح أنثوية أمام زوجها لأنه الرجل الوحيد الذي له الحق في القيام بذلك… تظل محرجة ومحرجة وخائفة ومشمئزة منه ومن نفسها. ، حتى لو لم تقل ذلك بصوت عالٍ لأحد. هذه مشكلة نفسية حقيقية، وليست مزحة!
هذا من أهم أسباب الزيجات غير السعيدة، والخيانة الزوجية، والزواج السري، والزواج الثاني، وزواج المعاشرة، والطلاق والانفصال… في هذا المجتمع الجميل!
وهذا الخطأ يمكن حله طالما أن الأم تبذل القليل من الجهد لتثقيف نفسها.
بدلًا من الصراخ عليها وكأنها مذنبة بارتكاب جريمة، فقط اذهبي بعيدًا يا فتاة وتوقفي عن الهراء الذي على وشك الحدوث ولا تقدمي أي خدمات فارغة للفتيات. افهمي أن هذه “النعمة البنتية” هي جزء من التركيبة النفسية التي خلقها الله لها! فلا تقتلوها عمدا مع سبق الإصرار فبدلاً من استخدام العنف والمنع والتوبيخ لراحة نفسك، من الأفضل أن تلعبي دور الأم الصالحة وتبذلي القليل من الجهد في تربيتها حتى تتمكن من تنمية انفعالاتها بشكل صحيح وتتعلم التحكم في انفعالاتها في نفس الوقت. . علموها الأخلاق والدين والقيم حتى تفهم الصواب والخطأ وما هو مسموح وما هو غير مسموح. علموها أن تتخذ خيارات حرة مثل شخص بالغ عاقل ومسؤول! يمكنها أن ترى الخطأ أمامها وتقول له لا، مثلك تمامًا! إنها ليست حيوانًا غير عاقل يحتاج إلى الاسترشاد بالعصا، كما أنها ليست مراهقة لا تعرف ما هو الأفضل لنفسها والتي يجب عليك الاستمرار في حمايتها طوال حياتك. فلا تجعلها تشعر بالخجل أو القرف أو الذنب تجاه مشاعرها، وكأنها ارتكبت ذنباً أو خطيئة عندما سمحت للمرأة التي بداخلها أن تكون في المكان المناسب وفي الوضع الصحيح مع زوجها. لقد رأيت نساء في المجتمع يشتكين من شعورهن “بالرخص” عندما يتزوجن بسبب علاقتهن بأزواجهن!
وصدقوني، هذا هو “الختان العاطفي” الذي فعلتموه لها، وتأثيره أسوأ من الختان الحقيقي، لأنه يشوه طبيعتها ونفسيتها بشكل دائم، وهو ما لا يمكن تصحيحه
إلا إذا تم علاجه!
إذا كنت ترغب في تنمية صحة عقلية، وسعيدة، وواثقة، وفخورة بكونها امرأة، وزوجة وأم صالحة، وامرأة ناضجة، فيجب عليك تعليمها أن يكون لديها فهم عميق للحياة والناس ونفسها والآخرين. دعها تعتز بنفسها، وتشعر بقيمتها الخاصة، وتفهم كيف تحب وتحب كزوجة وأم، وكيف تتواصل عاطفيًا بشكل صحيح. وبذلك تكون قد أنجزت المهمة التي سيطلبها منك ربنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى