قبر الملك دن.. تحفة معمارية فريدة
كتب محسن شعراوي
يُعد قبر الملك دن، الواقع في منطقة أم القعاب بالقرب من أبيدوس، تحفة معمارية فريدة من نوعها. فهو يتميز بكونه:
أكبر وأدق المقابر في المنطقة: يتباهى قبر دن بحجمه الضخم وتصميمه المُتقن، مما يجعله نموذجًا استثنائيًا لفن العمارة في عصر الأسرات المبكرة.
أول قبر يستخدم السلالم والجرانيت: يُعد قبر دن أول منشأة في مصر القديمة تُستخدم فيها السلالم للوصول إلى المدفن، كما أنه أول من يستخدم الجرانيت الأحمر والأسود من أسوان كأرضية للمقبرة، ممّا يدل على ثروة الملك وقوته.
مخزن ضخم لفائض الإنتاج: تشير بعض النظريات إلى أن قبر دن قد تم استخدامه كمخزن لفائض الإنتاج خلال حياة الملك، مما يُقدم لنا لمحة عن ثراء مصر القديمة وازدهارها في تلك الحقبة.
أول مقبرة تُزين بعناصر معمارية حجرية: يُعد قبر دن علامة فارقة في تاريخ العمارة المصرية القديمة، حيث أنه أول مقبرة تُزين بعناصر معمارية حجرية بدلًا من الطوب اللبن، مما يُظهر التطور الهائل الذي شهدته الحضارة المصرية في تلك الفترة.
كنوز أثرية تُروي حكايات الحضارة
لم تقتصر عظمة قبر دن على تصميمه المعماري الفريد، بل ضم أيضًا كنوزًا أثرية تُروي حكايات الحضارة المصرية القديمة، من أهمها:
20 علامة عاجية: عُثر داخل قبر دن على 20 علامة عاجية تُعد من أقدم الصور المعروفة لفرعون يرتدي التاج المزدوج لمصر، كما تُظهر بعضها مشاهد طقوسية مُهمة.
أقدم قائمة ملوك مؤكدة: تُقدم انطباعات الأختام الموجودة على جدران المقبرة أقدم قائمة ملوك مؤكدة في التاريخ، مما يُساعدنا على فهم التسلسل الزمني للحكام المصريين القدماء.
ضحايا الملك: شهادة على عادات مصر القديمة
يُحيط قبر الملك دن بمواقع دفن 136 شخصًا، من بينهم 6 نساء، دُفنوا في نفس وقت دفن الملك. يُعتقد أن هؤلاء الأشخاص كانوا من خدم الملك، وأنهم تعرضوا للخنق كقرابين بشرية.
ختامًا:
يُعد قبر الملك دن شهادة حية على عظمة وجمال الحضارة المصرية القديمة، فهو يضم كنوزًا أثرية تُروي حكايات ملوك مصر القدماء وعاداتهم وتقاليدهم.