سياحه وآثارمقالات

هرم هواره..اهميته وترتيبه بين الاهرامات المصرية

كتب محسن شعراوي

في قلب الرمال المصرية الذهبية، يقف شامخًا هرم هوارة، شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة. بُني هذا الصرح الأثري العملاق على يد الملك الحكيم إمنمحات الثالث، الذي حكم مصر من عرش الأسرة الثانية عشر. يقع هذا الهرم العتيق في قرية هوارة، جنوب شرق مدينة الفيوم بمسافة تسعة كيلومترات.
صُمم الهرم من الطوب اللبن، وغُلف بالحجر الجيري النقي، ليعكس بريق الشمس ويُظهر الهيبة والجلال. كان في الأصل يرتفع لـ58 مترًا، ويمتد كل ضلع من أضلاعه لـ105 أمتار، لكن الزمان لم يرحمه، فتقلص ارتفاعه الآن إلى 20 مترًا فقط.
يخفي الهرم بين جنباته دهاليز متعرجة وحجرات سرية، تصل في نهايتها إلى حجرة الدفن الرئيسية. وفيها، يرقد تابوت ضخم مصنوع من حجر الكوارتزيت الصلب، يزن وحده 110 أطنان، و كان باب الحجرة يُغلق بحجر ضخم يسقط بمكر عبر تسريب الرمال، لكن اللصوص الأقدمون لم يُثنهم هذا الحاجز، فقد اخترقوا السقف ونهبوا كنوز الملك الخالدة.
أما الهرم نفسه، فقد بدأ إمنمحات الثالث بناءه في العام الخامس عشر من حكمه، مُطلقًا عليه اسم “امنمحات عنخ”، أي “عاش إمنمحات”. ويُقال إن الدافع وراء إقامة هذا الهرم الثاني كان عدم رضا الملك عن هرمه الأول في دهشور. وقد تميز هرم هوارة بزاوية انحدار تبلغ 48.5 درجة، وهو ما يُعد تحفة معمارية بحد ذاتها.
قد كان هرم هوارة آخر الأهرامات العظيمة التي شُيدت في عهد الأسرات المصرية، ويظل حتى اليوم رمزًا للعظمة والإبداع الإنساني، يُلهم الأجيال ويُذهل الزائرين من كل أرجاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى