أخبار عالمية

النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب ترفع لافتة «مجرم حرب» في وجه نتنياهو

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

رفعت النائبة الأميركية من أصل فلسطيني، رشيدة طليب، اليوم الأربعاء، لافتة مناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك في أثناء كلمته أمام الكونغرس الأميركي.

كانت اللافتة التي رفعتها طليب ذات وجهين، كتب على الوجه الأول: «مجرم حرب»، وعلى الوجه الثاني: «متهم بالإبادة العرقية». 

ما أقدمت عليه طليب كان ملفتا للانتباه، وهو ما دعا زميلتها النائبة آنا بولينا لونا، وهي جمهورية من فلوريدا، إلى التحرك على الفور لتجلس بجانب طليب، وانخرطتا في محادثة قصيرة، ظلت خلالها طليب ترفع اللافتة في وجه نتنياهو.

 

من هي رشيدة طليب؟ 

رشيدة طليب، هي محامية بالأساس، ونائبة أميركية ذات أصول فلسطينية، وتنتمي للحزب الديمقراطي الذي رشحها في عام 2018، لتتربع على مقعد مجلس النواب عن الدائرة الانتخابية 13 في ولاية ميشيغان. 

وُلدت رشيدة طليب في 24 يوليو/ تموز 1976، وكانت الأكبر بين 14 طفلا، لعائلة فلسطينية مهاجرة من الطبقة العاملة في ديترويت. 

والدتها من قرية بيت عور الفوقا، في مدينة رام الله، بالضفة الغربية، بينما والدها من بيت حنينا، وهو حي في القدس الشرقية.

 

حصار سياسي

واجهت رشيدة طليب حصارا سياسيا، وتلقت تهديدات بالقتل والتحرش بسبب دعمها للفلسطينيين. 

وبعد نحو شهر ونصف الشهر من اندلاع الحرب في غزة، وتحديدا في الثاني والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، كشف السياسي الأميركي، هيل هاربر، أنه تلقى عرضا قيمته 20 مليون دولار لإنهاء حملته الانتخابية للترشح في مجلس الشيوخ، وخوض منافسة ضد النائبة ذات الأصل الفلسطيني رشيدة طليب على مقعدها في مجلس النواب. 

ونشرت صحف ووسائل إعلام أميركية تفاصيل هذا العرض الذي قدمه رجل الأعمال ليندون نيلسون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أن تخصص نصف قيمة العرض فقط لحملة هاربر، والبقية كنفقات خاصة. 

وعلى حد وصف وسائل إعلام أميركية فإن نيلسون أحد أكبر المانحين للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) التي تمارس الضغط على أعضاء الكونغرس لتحقيق أهدافها، وعلى رأسها دعم إسرائيل. 

وتسربت مكالمة بين الطرفين عن هذا العرض السخي، لكن السياسي هيل هاربر كشف تفاصيل الأمر في منشور عبر حسابه على منصة إكس، موضحا مدى استجابته لرغبات رجل الأعمال نيلسون المناهضة لرشيدة طليب. 

وقال هاربر عن هذا العرض في منشوره: «بالنسبة لي، الأمر لا يتعلق بشخص واحد أو بمكالمة هاتفية واحدة، يتعلق الأمر بالنظام السياسي ونظام تمويل الحملات الانتخابية الذي يميل نحو الأثرياء والأقوياء». 

وانتقد السياسي الأميركي، الذي عمل سابقا في مجال التمثيل، ما وصفه بالقبضة الخانقة التي تفرضها المصالح الخاصة الغنية على عالم السياسة.

وأضاف: «لن أترشح ضد الأميركية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس لمجرد أن بعض أصحاب المصالح الخاصة لا يحبونها». 

وعلى ما يبدو أن هذا العرض كان يسعى للضغط على النائبة ذات الأصول الفلسطينية عبر وضع منافس له شعبية أمامها في انتخابات مجلس النواب.

 

تهديد بالقتل والتحرش الجنسي

وبسبب آراءها الداعمة لفلسطين، تواجه رشيدة طليب ضغوطا أخرى، إذ كشف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، عن أن بعض الداعمين لإسرائيل، بلغ بهم الحد إلى التفكير في قتل طليب. 

ونشر المجلس عبر صفحته بموقع فيسبوك مناقشات داعمي إسرائيل على منصة إكس، والتي تناولت سبل قتل رشيدة طليب خلال زيارتها إلى ولاية أريزونا، أو حتى التحرش بها جنسيا. 

ليست هذه الضغوط الوحيدة، بل واجهت رشيدة طليب حملة عنيفة سابقة، بسبب موقفها من الحرب على غزة، وإعلانها إدانة إسرائيل.

 

اتهامها لبايدن

وكان لطليب موقفا ضد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اتهمته بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين، محذرة من تداعيات ذلك. 

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، جددت طليب دعواتها لبايدن لدعم وقف إطلاق النار، وذلك خلال تسجيل مصور نشرته عبر منصة إكس. 

وقالت طليب خلال التسجيل، الذي أظهر صورا لشهداء وجرحى القصف في غزة ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء الولايات المتحدة وإعلان بايدن دعمه لإسرائيل وشكر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للرئيس الأمريكي، إن «جو بايدن دعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني».

 

ربط المساعدات الأميركية لإسرائيل بإنهاء الاحتلال

وفي أغسطس/ آب 2022، أطلقت رشيدة طليب حملة تطالب بربط المساعدات الأميركية لإسرائيل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء سياسات الفصل العنصري.

 آنذاك، تبنت شبكة المنظمات الفلسطينية الأميركية هذه الحملة، وعنونتها تحت شعار: «الجميع يستحقون الأمان والحرية والعدالة».

 وأشارت العريضة إلى مليارات الدولارات التي تجبيها الحكومة الأميركية من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، لتمويل غير مشروط لجيش الاحتلال كل عام بدون أي مساءلة. 

وطالبت العريضة الإدارة الأميركية محاسبة حكومة الاحتلال على انتهاكاتها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ودعت الأميركيين إلى التوقيع عليها، في محاولة لربط المساعدات الأميركية بإنهاء حكومة إسرائيل احتلالها، والتوقف عن سياساتها العنصرية، والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى