كتب نصرسلامة
تشهد محافظات مصر موجة شديدة الحرارة خلال شهور هذا الصيف بمعدلات لم تحدث من قبل، وتزداد درجات الحرارة كلما اتجهنا ناحية الجنوب.
و تقع مدينة الاقصر جنوب مصر، وتزخر بعدد كبير من المعابد والمواقع الاثرية، و رغم ارتفاع حرارة الصيف وشمس الاقصر المشرقة طوال اليوم، فإن كنوز معابدها تجذب اليها السائحين من جميع انحاء بلاد العالم، حيث تستمر الزيارات السياحية حاليا لها من جنسيات دول الصين، وايطاليا، والمانيا، وفرنسا، والمجر، الى جانب جنسيات من مختلف الدول العربية.
ومن اهم واشهر مزارات مدينة الاقصر معبد الكرنك الذي ترجع تسمبته بهذا الاسم نسبة لمدينة الكرنك وهو اسم حديث محرف عن الكلمة العربية خورنق وتعني القرية المحصنة والتي كانت قد اطلقت على العديد من المعابد بالمنطقة خلال هذه الفترة. بينما عرف المعبد في البداية باسم «بر امون» أي معبد آمون أو بيت آمون، وخلال عصر الدولة الوسطى أطلق عليه اسم إبت سوت والذي يعني الأكثر اختيارًا من الأماكن (ترجمت احيانًا بالبقعة المختارة) وقد عثر على هذا الاسم على جدران مقصورة سنوسرت الأول في البيلون الثالث. كذلك عرف المعبد بالعديد من الأسماء منها نيسوت-توا أي عرش الدولتين وإبيت إيسيت أي المقر الأروع.
كان لتسمية المعبد بتلك الأسماء علاقة مع الاعتقاد المصري القديم بأن طيبة كانت أول مدينة تأسست على التل البدائ الذي ارتفع عن مياه الفيضان في بداية تكوين الأرض. في ذلك الوقت وقف الإله أتوم (أحيانًا الإله بتاح) على التل لبدء صنع الخلق. كذلك كان يُعتقد أن موقع المعبد هو هذه الأرض وتم رفع المعبد في هذه البقعة لهذا السبب. كذلك اُعتقد بأن الكرنك كان مرصدًا عريقًا، فضلا عن كونه مكان للعبادة حيث يتفاعل الإله آمون مباشرة مع أهل الأرض.

حقائق تاريخية حول معبد الكرنك:
يعد معبد الكرنك مقصد أساسي للسياح، ويتألف المعبد من مجموعة من المعابد والكنائس والمباني التاريخية والأثرية، ليشكل قرية كاملة من التراث والآثار، وأُطلق عليه اسم الكرنك لأن الكرنك في اللغة العربية هو القرية المحصنة.
يعود تاريخ بناء معبد الكرنك إلى حوالي عام 2055 قبل الميلاد، وبني ليكون مكانًا لعبادة الآلهة آمون وموت وخونسو، وآمون هو إله الشمس والهواء عند المصريين القدماء، أما موت فهي الآلهة الأم، وكان المصريون القدماء يعتقدون بأنها أم كل شيء في الكون، وآخرون اعتقدوا أنها والدة خونسو إله القمر.
يعد معبد الكرنك أكبر مبنى ديني على الإطلاق، ولهذا كان يُعرف بأنه من أكثر الأماكن التي كان يأتي إليها المصريون القدماء، وهو متحف في الهواء الطلق.
لمعبد الكرنك أهمية كبيرة، فإلى جانب أهميته كمكان ديني كان مركزًا إداريًا وخزينة للدولة، وكان قصرًا لفراعنة الدولة الحديثة، واليوم هو أكبر معبد تم تشييده في العالم.
ساهمت الكثير من الحضارات في بناء معبد الكرنك، فبني في عهد الدولة الحديثة وعهد الفراعنة حتشبسوت وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني، ومع ذلك أضافت عليه الحضارات اللاحقة لمساتها الخاصة، واستمر بناء المعبد إلى العصر اليوناني الروماني، وعهد البطالمة، والمسيحيين الأوائل.
يضم معبد الكرنك أعمدة تاريخية ضخمة، تبلغ مساحة قاعدتها 16,46 مترًا مربعًا.
بقي معبد الكرنك مكان إقامة للملوك والإمبراطوريات التي قدمت إلى المنطقة من المملكة الوسطى بين عامي 2080-1640 قبل الميلاد وحتى العصر المسيحي المبكر.
يغطي معبد الكرنك مساحة 1.5 كيلومتر.
تعد قاعة بهو المعبد Hypostyle أو قاعدة الأعمدة الكبرى والتي تبلغ مساحتها 16,459 مترًا مربعًا أكبر غرفة في مبنى ديني في العالم كله.
شارك في بناء معبد الكرنك حوالي 30 فرعونًا على مدى ألفي عام.
أبرز المعالم الأثرية بمعبد الكرنك:
مدخل المعبد:
مدخل المعبد ليس مدخلًا عاديًا، وإنما تحفة أثرية، فعلى جانبيه توجد مسلتان كبيرتان، ويعود تاريخ بنائه إلى الأسرة الكوشية، وسيؤدي بالزوار الداخلين منه إلى مجموعة صغيرة من السلالم تُفضي إلى ممر، وفي الممر يوجد تمثال لأبي الهول برأس كبش، يضع كفيه على جانبي الممر، وبينهما يوجد تمثال صغير لرمسيس الثاني.
معبد رمسيس الثالث:
تصميم معبد رمسيس الثالث يشبه تصاميم وعمارة المملكة الحديثة، ويضم المعبد صورًا لمرمسيس الثالث، وعلى المدخل يوجد تمثالان من الحجر الأحمر، طول كل منهما ستة أمتار.
قاعة الأعمدة الكبرى:
من أهم معالم معبد الكرنك، تحتوي على 134 عمودًا ضخمًا مصنوعين من الحجر الرملي صمموا خصيصًا لدعم سقف المبنى، بالإضافة إلى وجود 12 عمودًا آخرين في وسط القاعة بارتفاع 20 مترًا لكل منها، ويوجد في القاعة أيضًا لوحات ملونة بقيت منها آثار بسيطة.
مسلة حتشبسوت الدائمة:
هذه المسلة مصنوعة من الجرانيت الوردي، وتعد أحد أجمل معالم معبد الكرنك، بالإضافة إلى أنها إحدى أطول مسلتين موجودتين في العالم، فيبلغ ارتفاعها 29.5 مترًا، ووزنها 330 طنًا، ويرجح أنها بنيت في العام السادس عشر من حكمها.
معبد المهرجان الكبير لتحتمس الثالث:
بُنيَ هذا المعبد تكريمًا لآمون رع، وسمي باسم تحتمس الثالث لأنه بني في عهده، وكان للفرعون تحتمس الثالث مكانة كبيرة بين الآلهة؛ لأنه ادعى النصر في حوالي 17 حربًا، ويقع المعبد في شرق معبد الكرنك ويبلغ عرضه الرائع 44 مترًا، ويحتوي على 22 عمودًا لدعم هيكل المبنى، ويضم المعبد حوالي 50 قاعة وغرفة يمكن زيارة عدد قليل منها، وهذا الموقع هو موطن للكثير من الآثار والمنحوتات الحجرية التي تم اكتشافها في عام 1904.
البحيرة المقدسة: هي بحيرة ضخمة لها رمزية دينية، فكان الكهنة يأتون إليها لتطهير أنفسهم وإقامة شعائرهم الدينية.

أقرأ التالي
2025-05-02
متحف سوهاج يكرم العمال بعرض تمثال نجم إيب الفريد للدولة القديمة
2025-05-02
انتخابات نقابة الصحفيين المصريين 2025.. منافسة حامية بين البلشي وسلامة على مقعد النقيب
2025-05-02
أسماء ملوك أهرامات الجيزة تتعرض للتحريف
2025-04-28
تعلم مع الشماع.. كيف تنطق بعض المسميات المصرية القديمة
2025-04-27
تزوير في أوراق رسمية لأشهر ملوك مصر
2025-04-22
جولة تفقدية لمستشاري رئيس الجمهورية بمنطقة الهرم الأثرية
2025-04-20
ترجمات مخالفة للنص الهيروغليفي بالمدخل الجديد للهرم
2025-04-19
الكشف عن نقش لإسم ملكي على جبال الاردن
2025-04-18
استجابة سريعة من الآثار لإصلاح سلم خشبي بمعبد حتشبسوت
2025-04-18
العثور على تماثيل للملك زوسر و اسرته في ضيافة مقبرة بسقارة
زر الذهاب إلى الأعلى