صراع الشاعر بين الواجب والإبداع.. قصيدة عن السياسة والفكر
بقلم/ السفير د. أسامة مصاروه
تقولينَ أفكاري تُسيءُ إلى نفسي
ونقدي بأشعاري يُضاعفُ لي تعْسي
فحكّامُنا مهما أقولُ بلا حسِّ
فكيف أيا حُبّي يحسّونَ بالنكْسِ
*****
أقولُ إذا باعوا كرامتَهم بخْسا
لشيطانِهم هذا الذي مسَّهمْ مسّا
أيُعْقلُ أنْ أخشى مَنِ استعْذبوا الرِجْسا
فباتوا بذلٍ قاتلٍ ضيَّعَ القُدسا
*****
تقولينَ ما دخلُ السياسةِ بالشعرِ
وما دخلُ أُمّي بالعدالةِ والفكرِ
وهلْ سيُفيدُ الفكرُ إنْ قَصَفوا عمري
وحتى إذا همْ قطَّعوني فمنْ يدري
*****
أقولُ إذا شِعْري خلا من شذا العدْلِ
ومن واجبي في كنسِ جيشٍ لِمحْتلِّ
فما الشعرُ إلّا فريَةٌ عندَ مخْتلٍّ
وأكذوبةٌ كبرى نمتْ عندَ معْتلِّ
*****
تقولينَ مدّاحو البلاطِ عَلَوْا قدْرا
فَفكِّرْ كما يُفكِّرونَ واجْتَنبْ خُسرا
فما أحرزَ الحُكامُ مجدًا ولا نصْرا
على مُعتدٍ بلْ قدَّموا الطاعةَ الكُبْرى
*****
أقولُ إذا صارتْ مصالحُنا عُذرا
لإرضاءِ حُكّامٍ يُميتوننا قهْرا
أنا لا أخافُ الموتَ مَكرًا ولا غَدْرا
ولا السجنَ حتى لوْ حُكِمْتُ بهِ دهْرا
*****
تقولينَ إنّي شاعرٌ ما لَهُ صوْتُ
وحظّي مِنَ الأعرابِ يا ويلَتي صمْتُ
فلا الظُلْمُ يعنيهمْ بشيءٍ ولا الموْتُ
فأفْئِدَةُ الأعرابِ ماتت كذا الوقْتُ
*****
أقولُ يخافُ القومُ حكّامَهمْ رُعْبا
وحكّامُهمْ يخشوْنَ أعداءَنا تبّا
ولكنّني أهوى طواعِيَةً ربّا
وأفدي بروحي عندَ ملْحمةٍ شعْبا
*****
تقولينَ مهما قُلْتُ للناسِ لن يُجدي
فربّي يُضلُّ الكافرينَ ولا يَهدي
لقدْ ضيّعَ الأعرابُ ما كانَ من مجدِ
فماذا ترومُ اليومَ ممّن بلا رُشدِ
*****
أقولُ إذا الأعرابُ ضلّوا فما دوْري
ألنْ يأمُرَ الرحمنُ نحو الهُدى سيْري
أليْسَ مِنَ المفروضِ في النثرِ والشعرِ
تبنّي قضايا الشعبِ لا عُصبَةِ الشرِّ
*****