الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
في ليلة أندلسية بهيجة ،في أمسية شعرية جميلة عنوانها ( جادك الغيث همى ) ، أضاءت قناديلها كوكبة من الشاعرات مهتمات بشغف بالأندلسيات ، نظمها المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ، في إطار فعالياته ( يا زمان الوصل ..) ، في الفترة من 15 – 20 من شهر أكتوبر الجاري ، بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي وعدد من المسؤولات في القطاعات النسوية بالدولة وسيدات المجتمع ، وأقيمت الأمسية الختامية في نادي سيدات الشارقة .
استمتعن الحاضرات بالقراءات الشعرية التي تنوعت بين الأغراض المختلفة في الشعر والقصيد ، نالت استحسان أذواق الجميع،
الشاعرات المشاركات في هذه الأمسية هن : الشاعرة شيخة الجابري ، الشاعرة أمل السهلاوي ، الشاعرة أسماء الحمادي ، الشاعرة سميحة التميمي ، وعازفة القانون مريم الشالوبي ، وأدارت الجلسة الإعلامية منية برناط .
حديث الأمكان
استهلت الشاعرة شيخة الجابري مشاركتها بقصيدة نبطية عنوانها ( حديث الأماكن ) ، قالت في مطلعها :
حولك كثير وحولي أكثر .. ولكن
في خافقي ماحل غيرك .. وخلاك
ياللي صدى صوتك حديث الأماكن
ويا اللي الأمكان باردة دون لقياك ..!
وتلتها قصيدة أخرى بعنوان ( السؤال )
في مطلعها تقول :
لا تسائلني متى شفت الصباح
السؤال من الأساس بدون روح
ولا تعاتبني على إحساس راح
كل ما نهواه ف- الآخر ، يروح
ولا تظن أن العتب فالحب طاح
والله ماطاحت سوى دمعة نصوح
بدورها الشاعرة أسماء الحمادي عبرت عن سعادتها
قالت : تشرفت في المشاركة بالأمسية الأندلسية الفاخرة الساحرة الآسرة تحت عنوان ( جادك الغيث همى ) ، التي أعادتنا إلى حقبة زمنية على فلوينا وإلى فردوسنا المفقود ، عبر الموشحات الأندلسية العتيقة ، التي أنشدتها فتيات كورال نوارس الشرق ، فكانت ليلة من أجمل الليالي ، وأكثرها عبقا في ذاكرتنا ..
وقرأت أسماء الحمادي عدة قصائد بدأتها بعنوان ( ملاعب شاعر مختال )وقالت في مطلعها :
كسرت القفل في طيش
وثم صالحتها ..الأقفال
فما حظي من النسمات
هل احضى بصفوة بال
والقصيدة الثانية جاءت بعنوان ( بين المرايا وانتحال ) قالت :
كن ” أنت ” رغم الضجة الكبرى ، ورغم تكالب الفوضى .. تعال
عد للمرايا بعدما ودعتها .. بعيونها سردية الملفى .. اجابات المال
في قراءتها الشاعرة أمل السهلاوي قالت:
ملكتم عيوني والمحب أسير
وحارت بكم روحي ..فأين أسير
تفجر نبع الحب من كل أضلعي ..
وقلبي بوديان الوصال يطير ..
وفي قصيدة أخرى قالت :
اتعب إلي صبابة وتجردا
إن الطريق إلي ليس معبدا ..
ستعد آلاف الخطى حتى ترى ..
مالا يراه الآخرون .. ولو بدا ..
وبدورها الشاعرة سميحة التميمي عبرت عمن يجيش بها صدرها قائلة :
الحديث عن قرطبة وإشبيلية وغرناطة يعيدني في ذاكرة جميلة ، إلى تلك الليالي الباردة ، حين زرتها بدعوة من المركز الأوربي العربي قبل سنتين ، ولكن من ينسى أندلسا ، فهي ما غادرت الذاكرة ، ومن ينظر إلى تلك السهول والجبال المتثلجة ، والمباني الفخمة التي تحكي عن العرب و حضارتهم هناك ، لا يملك إلا أن يبكي .. وقد بكيت .. ليجيئ هذا الملتقى ويربطنا بل ويعيدنا إلى جنتنا التي كانت يوما هناك ..
وعلى أنغام موسيقى عربية أصيلة من عازفة القانون الإماراتية مريم الشالوبي قدمت الشاعرة سميحة التميمي بعض من قصائدها ( شعر ونثر بين يدي ولادة وابن زيدون ) ، في حديث ذو جوى وشجون ..
في قصيدة ( رق المزاران ) قالت :
يفوح الورد واللقيا هنا ونس
والروح تعشق ملئ البال لو هجسوا
تالله لم نشتك يا برد من زحف
لكن أوصالنا بالشوق تنبجس
كما تلتها قصائد أخرى اختتمت بها الأمسية الشعرية بعناوين ( وعهدي باروى ، البارحة ووجدها ) ..