مقالات

مشيرة موسى تكتب ” تشترى كلب “

مش عارفة مسرحية ايه … اللى كان فيها السؤال ده
” تشترى كلب ” … لكن انا هسألكم سؤال تانى ” تتبنوا كلب ” … ومش هستني الإجابة … هنصحكم من قلبى … ” اتبنوا كلب ” … من اكتر من ٢٠ سنة كنت فى زيارة قصيرة لمدينة ” نيس ” الفرنسية … كل يوم الصبح وانا قاعدة افطر فى الكافيه اللى على الرصيف … الاقى ست بتتمشى مع الكلب بتاعها وعمالة تكلمه … والاقى راجل برضه بيتمشى مع الكلب بتاعه وعمال يكلمه … انا كنت فى بالى باقول ” ايه الجنان ده … ما الست تكلم الراجل والكلاب تكلم بعضها ” … انا اسفة يا أهل نيس … كنت صغيرة ( مكملتش الخمسين ) ومش فاهمة … الكلاب الكلاب الطف الكائنات … اااااه والله … انا حكيت قبل كده عن علاقتى بتربية الكلاب … لكن خلونى احكى شوية عن هذه الكائنات الجميلة … كنت هقول عن العيال وخوفت تفتكرونى باتكلم عن الأبناء والاحفاد ..اولادى وهما صغيرين كان نفسهم يجيبوا كلب … طبعا انا كنت متأكدة انه بعد شوية … انا هشيل الشيلة لوحدى … رفضت تماما … لكن بعد ما اتجوزوا واختى اللى ساكنة فى الشقة اللى جنبى عزلت للشيخ زايد … انا اتبنيت اول كلب … حتة بنت جيرمان شبرد عمرها ٤٥ يوم … يا نهار ابيض على جمال عينيها … ابنى الكبير كان مسافر … كلمت ابنى الصغير وقلت له ” انا جبت واحدة ألمانية تعيش معايا ” … هو افتكر انى اجرت الشقة وقال ييجى يشوف جنان امه … عايزة اقول لكم انه هو كمان وقع فى غرامها … وبعد ما كان بيزورنى مرتين ولا تلاته فى الاسبوع … باااه بيعدى كل يوم … شوفوا الولد … المهم من جمال هذه الكائنات فى اوقات كان بيبقى عندى ٣ كلاب مرة واحدة …
مش هطول عليكم … الكلاب دى … احلى صحبة … شوفوا بس استقبالهم لكم لما ترجعوا البيت … شوفوا قعدتهم جنبكم وانتم بتعملوا اى حاجة … كأنهم بيسألوا مش عايزين حاجة … ناقص يقوموا يعملوا فنجان قهوة … وطبعا هنا انا بتكلم عن استضافة الكلاب جوه البيت مش فى البلكونة ولا على السطوح ولا مربوطين فى الجنينة … انا باتكلم عن الكلب اللى بيبقى علاج للوحدة للكبار والصغار … اكيد سمعتم عن الكلاب اللى بيتم تدريبها لمصاحبة المرضى وذوى الاحتياجات الخاصة … وانا بأكد هنا على موضوع التبنى مش الشراء … ليه بأااااه التبنى … لأن الكائنات دى مش سلعة للبيع والتجارة … حد عاقل بيبيع عياله … انا للأسف بشوف ناس بتشبط هى وعيالها فى كلب شكله حلو … وبعد شوية بيكتشفوا ان تربية الكلاب مسؤولية… فى تدريب وفى اكل وفى تطعيمات ودكتور … يعنى نفس فكرة الطفل الصغير … للأسف العينة دى من الناس … بعد شوية ( بعد الكلب ما يتعود على الناس والمكان ) بيعرضوه للبيع او بيسربوه … قمة فى الاستهتار وعدم المسؤولية …
الحمد لله فى ناس ابتدت تحب الكلاب البلدي بتاعتنا … وكلاب الشارع بقت تلاقى اللى يدافع عنها … لكن لسه للأسف فى ناس بتطالب بابادة هذه الكائنات الجميلة … انا نفسى انهرت بعد تسمم واحدة من كلابى بعد ماخرجت تتمشى وشمت حاجة مسمومة وزعتها عربية تتبع إحدى الوزارات … الدكتور مالحقش ينقذها وفى اليوم ده كتيييييير من قطط وكلاب الشارع ماتوا مسمومين … الناس اللى ما عندهاش قلب دى مش عارفة ان كلاب الشارع دى هى احسن حراسة لهم … هما مش عايزين غير شوية مية وبواقى اكلكم اللى بترموه فى الزباله … مش هاقول اشتروا لهم اكل مخصوص وان كانوا يستاهلوا طبعا …
إبادة هذه الكائنات الطيبة غلط كبييييير جدااااااااا … ده بيؤدى لحدوث خلل فى البيئة … موتوا الكلاب واستقبلوا الفار والعرسة … من فترة إدارة احد النوادى الكبيرة فكرت تموت القطط اللى فى النادى وعانوا من كائنات تانية طلعت لهم … الموضوع بس عايز واحد عنده مخ علشان يأخذ قرار صح … شوفوا مثلا فى شوارع تركيا حجم القطط اللى قاعدة بسلام فى كل حتة … هى مطمئنة ان أصحاب المحلات هيأكلوهم ويشربوهم … انا هنا مش هتكلم عن شياطين الإنس اللى بتعذب القطط والكلاب ويصوروهم وهما فى غاية السعادة … الناس دى مجرمة ومحتاجة تتحاسب … علموا أولادكم الرأفة والرحمة فى هذا الزمن الصعب … واذا قدرتم ” اتبنوا كلب ” … اوعدكم حياتكم هتتغير للأحسن …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى