بوتين يحذر من استخدام الأسلحة النووية
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
في تصعيد لحدة التراشق اللفظي بين روسيا والغرب وعلى رأسه حلف الناتو، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن روسيا ستنظر في «إمكان» استخدام الأسلحة النووية في حال «إطلاق كثيف» لطائرات أو صواريخ أو طائرات مسيّرة على أراضيها، في وقت تحاول كييف إقناع الغرب بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى في إطار النزاع مع موسكو.
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي: «سننظر في مثل هذا الاحتمال إذا تلقينا معلومات موثوقة عن إطلاق كثيف لوسائل هجوم جوي وعبورها حدود دولتنا. أشير إلى الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والمسيّرات والطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وغيرها من الطائرات».
تأتي تصريحات بوتين بعد قرابة أسبوع من تصريحات للأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أثارت غضب روسيا، بعد أن قال أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» إن «قرار الغرب السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب أهداف في روسيا لن يكون خطا أحمر يدفع موسكو نحو التصعيد».
وصفت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأربعاء الماضي، تصريحات ستولتنبرغ بأنها «خطيرة».
ويناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء منذ أشهر السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ غربية من بينها أتاكمز الأمريكية بعيدة المدى وصواريخ ستورم شادوز البريطانية على روسيا لكبح قدرة موسكو على شن هجمات.
وكان بوتين قد قال الشهر الجاري إن دول الناتو تناقش إمكانية المشاركة المباشرة في الصراع في أوكرانيا، وعدّ بوتين أنه في حال سمح الغربيون لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها كييف لضرب الأراضي الروسية، فإن ذلك يعني أن دول حلف شمال الأطلسي في حرب ضد روسيا.
وقال بوتين في مقطع مصور نشره صحفي مقرب من الرئاسة الروسية على تلغرام: «إذا اتخذ هذا القرار، فإن ذلك سيعني على الأقل ضلوعًا مباشرًا لدول الناتو في الحرب في أوكرانيا، وهذا الأمر سيغير طبيعة النزاع نفسها، وهذا سيعني أن دول الناتو هي في حرب ضد روسيا».
وفي مقابلة مع صحيفة التايمز نُشرت الأسبوع الماضي ، تجاهل ستولتنبرغ تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن السماح لأوكرانيا باستخدام مثل هذه الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا يعني أن الغرب يقاتل روسيا بشكل مباشر.
وقال ستولتنبرغ، الذي من المقرر أن تنتهي ولايته في أكتوبر/ تشرين الأول بصفته أمينا عاما للتحالف العسكري، «أعلن (بوتين) عن العديد من الخطوط الحمراء مسبقا ولم يصعد الأمر، مما يعني أنه لم يشرك أعضاء حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع».
وأضاف «لم يفعل شيئا لأنه يدرك أن حلف شمال الأطلسي هو أقوى تحالف عسكري في العالم. كما يدرك أن الحروب بأسلحة نووية لن تسفر عن انتصار ولا ينبغي خوضها. وقد أوضحنا ذلك مرارا».