مقالات

الجار قبل الدار 

د.صالح العطوان الحيالي 

الجار قبل الدار ، وجاور السعيد تسعد، والصديق وقت الضيق ، وصلة الأرحام، والأقارب نعمة ، والاخ سند وحزام الظهر ، وكثير من الكلام الحلو الجميل الذي تربينا عليه طيلة اربع او خمسة عقود من الزمن وقبلنا كان آباءنا واجدادنا على نفس النهج الذي سرنا عليه، ولكن ما جرى من أحداث بعد عام ٢٠٠٣ في العراق وصلتها أحداث ليبيا وتونس ومصر وسوريا واليمن بما سمي الربيع العربي الذي هو بالأحرى تخريب وتدمير الدول العربية تغير الحال فجأة في كل المجتمع العربي ، بحيث لا أصبح الجار قبل الدار ولا الصديق وقت الضيق ولا الأقارب نعمة ولا تواصل بين الأرحام وأصبح الاخوة أعداء، ما الذي جرى ، اسأل نفسي احياناً ، لماذا الناس قبلوا التطورات و التغيرات في كل المجالات ؛ العلمية و التكنولوجية و الطبية و الثقافية حتى ووووو…لكنهم لم يستسيغوا التغيرات التي طرأت على العلاقات بين الناس ، جرت العادة أن يفضفض الإنسان همه لصديقه او شخص عزيز عليه وأذا كانت العلاقة عمرها عشرات السنين ، ربما يطلب مساعدته متوقعاً الإيجاب أو الرفض بسبب ما جرى من أوضاع في بلادنا.

الملفت للنظر ليس هو عدم تجاوب الشخص المقصود مع حجم المودة بينهما ، بل هو ابتعاد هذا الشخص تماماً بحجة أو أخرى أو ربما يتحول بين ليلة وضحاها إلى خصام صديقه، كثير منا تعرض لهكذا مواقف حتى حفظنا الدرس بعدم الحديث إلى اعز أصدقائنا وربما حتى اخوتنا، و كثير منا اَلِفَ هذا الجفاف في العلاقات الإنسانية منكفئاً على نفسه كي لا يتعرض لأذى إضافي من الذين أعتقد أنهم أصدقاؤه وأقاربه .

حقيقةً علينا معرفة أن العلاقات في تغير دائم و من يبتعد عنك ليس بالضرورة أنه يكرهك ، لكن ربما مزاجه و أولوياته و مصالحه قد تغيرت بالنسبة لك.

دمتم بكل تسامح ومحبة و واقعية. فالحياة مهما تكون فإنها قصيرة ورحمة الله من ترك اثرا طيبا يذكر فيه بالخير والرحمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى