فى كلام مصاطب ” أمريكا كما تحب أن تراها ” قراءه لنتائج الأنتخابات الامريكية الأخيره

بقلم : د. محمد فكري
بعيداً عن التحليلات السياسيه ، وعن التوقعات والزخم الإعلامي الذي ملاء الفضائيات في العالم ، وحالة الترقب لنتائج هذه الإنتخابات ، لمعرفة من سيتولي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ومن سيصبح الرئيس ال 47 الذي يتولي رئاسة أمريكا.
هذه الدولة التي نصبت نفسها بقدرتها وقوتها وصية على دول العالم والتى أصبحت تتحكم في مقدراتهم وتوجههم وتسيطر علي ثرواتهم بالقوه ، وتستخدم فى ذلك آلتها الإعلامية والتكنولوجية التى تسيطر وتتحكم في العقل الجمعي للشعوب ، فصورت لهم قدرتها علي أنها المثال الأكبر للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتقدم .
ولقد نجحت فى فرض سيطرتها وهيمنتها بتجهيل الشعوب ومحو هويتهم وتاريخهم والعمل على بث الفرقه وخلق الزرائع والخلافات والحروب فى مناطق مخنلفه من العالم تحقيقاَ لمصالحها .
فسحرت عيون الشعوب كما يفعل أصحاب برامج الأيدي الخفية من خداع المشاهدين ليصدقوا ما يقوموا به من خفة اليد وإستخدام الطرق التكنولوجية التى تسحر وتسيطر علي العقول .
لقد صورت أمريكا نفسها للشعوب علي أنها لديها كل ماتتمناه هذه الشعوب أن يروه في أوطانهم ، مع أنا الحقيقه التى لايذكرها أحد أنا الشعب الأمريكي لايتميز عن أى من شعوب العالم ، بل تجده أكثر عنفاَ وفوضي وعنصريه وهذا يظهر كثيراً فى أوقات العنف والفوضي والأنفلات الأمني الذى كثيرا مايحدث بها ، فالمجتمع الأمريكي مجتمع هش لايختلف عن المجتمعات فى الدول المختلفة،
فلايوجد لديهم ديمقراطية ولا حرية ولاحقوق إنسان كما تصور لنا من خلال الإعلام الأمريكي والذي يتحكم بالإعلام العالمي ، بل تجد لديهم الديكتاتورية والأرهاب والرجعية والعنصرية وإهدار حقوق الإنسان .
فبالشواهد والبراهين تعتبر أمريكا معقل العنصرية والتمييز العرقى بين السود والبيض ولا زالت هذه العنصرية موجوده ومترسخة داخل المجتمع الامريكي ولكنها مجمده من سرعة وتيرة الحياه ولكنها تشتعل من وقت لأخرفى المواقف التى تحتاج إلي إختيارات أو حل لمشكلات يكون أطرافها من ذوي العرقيات .
وناخذ من تصريحات المرشحة للرئاسة كاملاهاريس التى قالت إنها ليست قلقه من تأثير التمييز علي أساس الجنس علي الأنتخابات وإنها تعتقد أنا الولايات المتحده الامريكية باتت مستعده لرئيسه سوداء في البيت الأبيض ، وهذا التصريح يؤكد أن الشعب الأمريكي لا يختلف عن أى شعب من شعوب في الدول النامية وأنا كل مايروج له هودرب من الخيال وأنا العنصرية والتمييز بين الرجل والمرأه هو منهج مترسخ داخل المجتمع الامريكي بالمخالفه لما يعلن عنه.
وأنا هذا الصرح الديمقراطي من وجهه نظر الجهلاء والمغيبين ماهو إلا فقعه كبيره ، وتأكيداَ لهذه الفكره فالمرأة الأمريكية في تاريخ أمريكا لم يقم بالترشح فيها لمنصب الرئيس سوى أمرأتين هما هيلاري كلينتون وكاملاهاريس ولم ينجح منهم أحد ، فالتمييز في المجتمع الأمريكي موجود بين الرجل والمرأه والأسود والأبيض برغم الإدعاء بديمقراطية المجتمع وحريته .
وإذ نجد مجتمعات يقال عنها إنها أقل ديمقراطيه وتتولي المرأة فيها رئاسة الدولة ، ومع ذلك لازالت هناك دول ومجتمعات تنظر لهذه الديمقراطية الأمريكية المصطنعه والمزيفة علي إنها نموذج يحتذي بها.
وفى الحقيقه أنا نجاح أمريكا يأتي من الفقعة الكاذبه والهاله الإعلامية والسياسية التي تنشرها وتستخدمها بذكاء وتروج لها بالألعاب السياسيه الديمقراطيه منها والديكتاتورية والإشتراكبة والرأس ماليه
والتى نجح الترويج لها نتيجة لما قامت به أيضاَ من نشر الفقر والجهل وتحويل هذه المجتمعات إلى مجتمعات إستهلاكية يتم السيطرة عليها ونهب ثروتها وذلك عن طريق زراعة هذه الأفكار والسياسات وإختراق هذه المجتمعات من داخلها ووضعهم فى منطقة أحتياج دائم وتصدير المشكلات لشعوبهم وخلق نزاعات وصراعات حتي لا يكون لهم فرص للتفكير والتخطيط وإيجاد فرص للإدارة بنجاح وإيجاد حلول للتقدم فيصبحوا في فرقه مستمرة ويصبحوا فريسه سهله للأنقضاض عليهم والسيطرة على مقدراتهم .
وفي المقابل أستخدامها لسياسات متناقضه وواضحه للجميع فهي تنادي بما لا تقوم هي به وعندما تجد الضغوط عليها من المجتمع الدولي ترتدي عبائة الفيتو وحق الأعتراض علي الحقوق التى يقرها المجتمع الدولي والتى تتعامل معه علي انه غير موجود أو بالأصح هو موجود للتأيد فقط .
ومن جانب أخر من الجوانب المضيئة والتى توضح فكرة الأقوال التى تخالف الأفعال ما حدث فى الأنتخابات الأخيره والمرشحين من الأحزاب الكبيره والمسيطره علي الحياه السياسيه بأمريكا ، فالرئيس الأمريكي الحالي جون بايدن يبلغ من العمر 81 عام وكان الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن ينوي ترشيحه لولايه ثانيه لولا وصول الرئيس لحاله صحيه لايستطيع معها القيام بمهامه بشكل طبيعي ، مما أدي إلي إقصاءه وترشيح النائبه كاملاهاريس صاحبة ال60 عام فى حاله تدل على التخبط داخل الحزب وعدم وجود بدائل مما ساهم في نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترمب البالغ من العمر 78 عام فهذا حال الدوله التى تدعوا إلي تمكين الشباب وتدعوا دول العالم لتمكين الشباب بها!!!!!
ومن جانب أخر فكرة إستخدام الأعلام للتضليل والذي ظهرجلياَ فى إستطلاعات الرأى التى كانت تضع المرشحه كاملا هاريس منافساَ قوياَ لترمب بقوه لدرجة أنها أوهمت العالم كله أنا هاريس يمكن أن تتولي رئاسة أمريكا والحقيقه أوضحت أنا ترامب فاز بإكتساح غير مسبوق بالمخالفه لإستطلاعات الرأي التى تديرها مراكز الدراسات والأبحاث ، والتى كما ضللت الرأي العام في أنتخابات الرئاسه الأمريكيه تقوم بالتضليل والكذب لخلخلة إقتصاديات الدول المستهدفه والتدخل فى خلق جو عام يساهم في تحقيق أهدفهم ، فتقوم بنشر إستطلاعات رأي لمؤسساتها الأقتصاديه تتناسب ومخططتها تجاه هذه الدول لتزيد من مشكلاتها وتزيد من وسائل الضغط عليها لتحقيق أهدافها داخل هذه الدول كنوع من أنواع حروب الجيل الرابع.
هذه هى أمريكا الوجه والوجه الأخر ، الوجه القوى والوجه الهش والمظلم والبغيض .الوجه الذي تنخدع فية الشعوب التى يتم قهرها وتجهيلها ونهب ثرواتها بزريعة الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان ، هذه هي الدولة التى تتحكم بالأرهاب العالمي وهي المصدر الحقيقي للأرهاب وهي التى تدعم الكيان الصهيوني المنتهك لكل حقوق الأنسان والانسانيه والذراع الذي يعتمد عليه الكيان الصهيوني في القتل والتهجير والتدمير والمذابح للشعب الفلسطيني والشعب اللبنانى ودعم الحركات الأرهابيه بالعالم لفرض الفوضي للهيمنه علي حريات الشعوب وإنتهاك القانون الدولى وتهميش وتجميد دور المؤسسات الدوليه ، وهذا يتحقق نتيجة الأستسلام وعدم وجود الإراده للتحرر من القيود التى تستخدمها والتى يمكن التحرر منها إذا وجدت إراده حقيقيه ، هذه هي رؤيه لأمريكا التى تحب أن تراها.