أخبار عالمية

رئيس المجلس النرويجي للاجئين: بدأ العد التنازلي للمجاعة في السودان

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، إن السودان الذي يشهد حربًا مدمّرة يتجه نحو مجاعة بدأ عدّها التنازلي ويتجاهلها قادة العالم.

 وشدّد إيغلاند في المقابلة التي أجرتها معه وكالة فرانس برس في تشاد عقب زيارته السودان هذا الأسبوع «لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي».

 

أزمة جوع 

وقال إيغلاند «قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميًا».

ويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1.5 مليون شخص هم «على شفير المجاعة». 

وتابع إيغلاند «العنف يمزّق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات»، وأضاف: «فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلًا من منعها». 

وقال إيغلاند «من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليًا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عامًا بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير». 

وندّد بمسؤولين «قصيري النظر» سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفّق أولئك الذين لم يساعدوهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين. 

وقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر الأبيض المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.

 

معاناة إنسانية 

في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة. 

وترزح مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل جميع عمليات الإغاثة في المنطقة تقريبًا وتسبب بمجاعة في مخيم زمزم القريب للنازحين. 

لكن حتى المناطق التي هي بمنأى عن دمار الحرب «بدأت تعاني الأمرين»، وفق إيغلاند. ففي كل أنحاء الشرق الذي يسيطر عليه الجيش، تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة الأخرى بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم. 

وفي ضواحي بورتسودان، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح، حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن. 

وقال «كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعًا؟».

 

عرقلة المساعدات  

وتقول الأمم المتحدة إن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحًا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم. 

وأضاف إيغلاند «الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يُمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يومًا آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى». 

لكنه قال إنه رغم كل العقبات «من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان»، داعيًا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من «الشجاعة». 

وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على «التحلي بقوة أكبر» وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها. 

يُذكر أن الحرب اندلعت في السودان في أبريل/نيسان 2023، وتسببت في أزمة إنسانية حادة. 

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان السودان، أصبحوا في حاجة ماسة إلى المساعدة، مع انتشار المجاعة في بعض المناطق، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص عن منازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى