كتب : صالح العطوان الحيالي
يتميز العرب السابقين بالفصاحة والبلاغة ، والفصاحة تطلق على الكلمة والكلام والمتكلم ، وفصاحة الكلمة تعني سلامتها من العيوب مثل التافر والغرابة ومخالفة قواعد اللغة وفصاحة الكلام ، وتعني سلامته من العيوب مثل تنافر الكلمات ضعف التأليف التعقيد اللفظي التعقيد المعنوي، وفصاحة المتكلم وتعني قدرته على التعبير اي بمعنى كلام فصيح وهي غريزة ومكتسبة .
فى يوم من الأيام وبينما كان الشاعر العباسى أبو نواس يتجول فى أحد احياء الكوفة وقبيل عيد الاضحى المبارك رأى اعرابى ومعه أغنام يسوقها فابتدره أبو نواس قائلاً :
أيا صاحب الزَود اللواتى يسُوقهَا
بكم ذلك الكبش الذى قد تقدمَا
أجابه الإعرابى على الفور شعراً من نفس الوزن والقافية قال:
أبيعكَهُ إن كُنتَ تبغى شِرَائهُ
ولم تكُ مزَّاحاً بعشرين دِرهمَا
فقال له أبو نواس :
اجدت هداك الله رَجعَ زوادنا
فـاحسن إلينا إن أردت تكرُمَا
فقال الإعرابى :
أحطُ من العشرين خمساً
لأننى أراك ظريفاً فاخرجنها مسلما
بيد أن أبو نواس إنصرف .
فى هذه المبارزة الظريفة التى جرت مفاضلة بالشعر كان الناس قد تجمهروا وعند إنصراف ابو نواس سأل الناس الإعرابى :أتدرى مع من كنت تتكلم ؟
قال الإعرابى لا !!
قالوا له إنه أبو نواس .
فما كان من الرجل إلا وحمل الكبش وأدرك أبو نواس ، وأقسم على ابو نواس إن يأخذ منه الكبش هديةٌ خالصة وإن لم يأخذه منه ليتركن كل غنمهُ فى الطريق ، فاخذه ابو نواس وسأل عن الرجل؟ فقيل له إنه إعرابى من باهلة وباهلةُ هذه هى قبيلةٌ عربيةٌ مضرية من اصرحِ القبائل نسباً وأفصحها لغةً.
فقال ابونواس:
وباهلىٌٍ من الأعرابِ منتخبٍٍ
جادت يداهُ بواتِ القرنِِ والذنبِِ
فإن لم يكنْ باهلياً عند نسبتهِ
ففعله قرشيٌ كامل الحسبِ
أقرأ التالي
2025-05-01
مشيرة موسى تكتب ” عقوبة التجريس “
2025-04-30
الإخوة والأخوات
2025-04-30
نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد الأحمق.. تور امب
2025-04-29
الأوقاف في الإسلام واشراقاتها الحضارية ” اوقاف النساء “
2025-04-29
فندق Triumph Plaza Hotel بمصر الجديدة يفتح أبوابه لاستقبال النسخة الرابعة من مؤتمر EPSF Conference
2025-04-28
نفوس وأرواح مهشمة
2025-04-26
توجيهات عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري في القضاء
2025-04-25
سيناء..الماضي والحاضر والمستقبل
2025-04-24
رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لعامَّة المسلمين في مصر عند استخلافه
2025-04-24
لجنة للدراما بتوجيه رئاسي “80 باكو” والحياء
زر الذهاب إلى الأعلى