منوعات

عودة الفتى الذهبي…بين فيديو شوبير وإعلان الليلة الكبيرة

 

ماجد مصطفى 

أعلن النادى الأهلى فى يناير الماضي عن انضمام اللاعب محمود حسن تريزيجيه، إلى صفوفه بداية من الموسم الجديد.

وعندما يضم النادي الأهلي لاعبًا بحجم محمود تريزيجيه، فإن طريقة تقديمه تصبح حدثًا استثنائيًا لا يقل أهمية عن الصفقة نفسها، فهي ليست مجرد إعلان، بل لحظة تُخلد في ذاكرة الجماهير، وتعزز ارتباطهم العاطفي بالنادي والنجم الجديد

 

هذه المرة، أثار تقديم تريزيجيه جدلًا واسعًا، حيث ظهر الفيديو الرسمي الذي قدمه النادي الأهلي بأسلوب مستوحى من أوبريت الليلة الكبيرة، العمل الفني الذي قدمه الراحل العظيم صلاح جاهين في الثمانينيات، مستعينًا بمشاهد فنية تجسد إرث الأهلي وعراقته، بينما جاء فيديو أحمد شوبير الذي عرض في برنامجه في 27 يناير 2025 على قناة الأهلى وبأسلوب أكثر حداثة وإبهارًا، ما جعل الجماهير تطرح سؤالًا جوهريًا: هل كان التقديم الرسمي على مستوى الحدث؟

 

فيديو قناة الأهلي الرسمي جاء بفكرة تراثية حاولت إعادة إحياء الأوبريت وربطها بعراقة الأهلي، إلا أن التنفيذ لم ينجح في تحقيق التأثير المطلوب لدى الجماهير، خاصة الأجيال الشابة التي لم تعاصر الأوبريت ولم تدرك عظمته الفنية، فكان التقديم بالنسبة لهم غريبًا وغير متناسب مع قيمة اللاعب وشخصيته القتالية في الملعب.

 كذلك، افتقد الفيديو الإيقاع السريع والتشويق اللازم لجذب الانتباه، ليبدو بعيدًا عن أسلوب تقديم اللاعبين في الأندية العالمية.

 

وعلى النقيض، جاء الفيديو الذي قدمه الإعلامى أحمد شوبير بأسلوب سردي إخباري، حيث استعرض مقتطفات من حياة محمود تريزيجيه، بدءًا من نشأته في صفوف ناشئي الأهلي، مرورًا بتألقه مع الفريق الأول، ثم انتقاله إلى عدة فرق أوروبية، وأخيرًا عودته إلى الأهلي عندما احتاجه النادي وتعاقد معه مجددًا.

 لم يكن التأثير البصري وحده العنصر الأساسي في نجاح الفيديو، بل جاء الأداء الصوتي للنجم ماجد الكدواني ليضيف عمقًا دراميًا قويًا على القصة، مما عزز الشعور بالفخر والحماس لدى الجماهير، وجعل الفيديو أكثر تأثيرًا وانتشارًا مقارنة بالفيديو الرسمي الذي تم تقديمه بالأمس.

 

إن تقديم اللاعبين الجدد بأسلوب احترافي ومؤثر، يجب أن تراعى فيه عدة عناصر أساسية مثل استخدام السرد القصصي بحيث يتم تقديم اللاعب عبر قصة تحكي مشواره منذ البداية وحتى انضمامه للنادي، والاعتماد على المؤثرات البصرية والإيقاع السريع لضمان خلق حالة من الحماس والترقب بين الجماهير، والاستفادة من الشخصيات المؤثرة صوتيًا ،مثل النجوم الذين يتمتعون بحضور صوتي قوي قادر على نقل المشاعر بعمق، وتصميم مشاهد تفاعلية داخل ملعب الأهلي أو بين الجماهير لتجسيد ارتباط اللاعب مباشرة بالمشجعين، ومزج التاريخ بالمستقبل بحيث يتم استعراض تاريخ النادي العظيم مع إبراز كيف سيكون تأثير اللاعب على مسيرته القادمة.

 

فالأهلي لا يضم لاعبين فقط، بل يصنع أساطير، وهذا يبدأ من لحظة التقديم ،وعندما يكون الإعلان مدروسًا بعناية ويعكس روح العصر وتطلعات الجماهير، فإنه يتحول إلى لحظة خالدة يتناقلها المشجعون عبر الزمن. ولكن عندما يفتقد التقديم عناصر الإثارة والحداثة، فإنه يُفقد الصفقة جزءًا من تأثيرها العاطفي على الجماهير.

ويبقى السؤال مطروحًا حول الأسلوب المثالي لتقديم نجوم الأهلي الجدد بما يليق بتاريخ النادي العظيم ومكانته الجماهيرية،كافضل نادي افريقى عبر التاريخ ،وافضل وأعظم نادى فى الكون في عيون جماهيره المحبة له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى