محمد حسونه
أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الاثنين، أنها أسقطت 162 طائرة مسيّرة أوكرانية، غالبيتها في منطقتي كورسك وبيلغورود المحاذيتين لأوكرانيا.
هذا الإعلان جاء بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين وفدي موسكو وكييف في إسطنبول، في مسعى متجدد –وإن بدا يائساً– لوقف نزيف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
المسيّرات.. تكتيك جديد في حرب استنزاف مفتوحة
الهجوم الأوكراني الأخير بطائرات مسيّرة يُعدّ من بين أكبر الضربات الجوية غير المأهولة منذ بدء الحرب، ويكشف عن تطور ملحوظ في التكتيكات الأوكرانية، والتي باتت تركّز بشكل متزايد على إرباك العمق الروسي وإرهاق دفاعاته الجوية. وقد شملت الضربات أهدافاً نوعية، من بينها مطارات عسكرية، بعضها بعيد نسبياً عن الحدود مثل منشآت في سيبيريا، ما يشير إلى امتداد جغرافي متزايد للقدرات الأوكرانية.
وفي المقابل، جاء الرد الروسي سريعاً على المستوى الإعلامي والعسكري، عبر تأكيد اعتراض وتدمير العدد الهائل من المسيّرات، وهو رقم يثير تساؤلات حول حجم التنسيق ومدى استعداد الدفاعات الروسية، لكنه في الوقت ذاته يعكس ضغطاً متزايداً على أمن المناطق الحدودية.
المدنيون يدفعون الثمن
في موازاة هذا التصعيد الجوي، شهد الداخل الأوكراني سلسلة ضربات روسية أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاث نساء في قرية ترنوفات شرق زابوريجيا، ورجل في هجوم بقنبلة جوية موجهة. كما سُجلت إصابات في صفوف الأطفال في منطقة سومي بعد هجوم بطائرة مسيّرة روسية، ما يعمّق الجراح الإنسانية ويزيد من تعقيد أي مساعٍ سلام.
مفارقة إسطنبول.. حوار وسط الدخان
اللقاء المنتظر في إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني، رغم كونه بادرة دبلوماسية نادرة في ظل تصاعد العنف، يبدو محاطاً بالتشكيك. فالتصعيد المتبادل عشية المحادثات قد يُقرأ كرسالة قوة من الطرفين، أو كرهان على تحسين شروط التفاوض عبر الميدان قبل طاولة الحوار.
وبينما تروج موسكو لمواقف متصلبة ترفض أي تراجع ميداني، لا تزال كييف تعتمد على الدعم الغربي لمواصلة الضغط العسكري، ما يجعل فرص اختراق سياسي فعلي في إسطنبول ضئيلة، إن لم تكن معدومة.