ما أصعب حزن حواء
بقلم نهى فوزي حمودة
فراشة تعلو في سماء الحياة تلهو وتبتسم عندما تقر عينيها بالألوان الزاهية لمختلف الأزهار تسعد بالتنقل من أعلى لأعلى تحلق في سماء الأحلام تنشر الحب والمرح في كل مكان دون الإلتفات لمن المستفيد من تلك الجو المفعم بالمرح والسعادة هي فقط تمنح.
تمنح دون الإكتراث بمن المستفيد فقط تمنح لشعورها بالسعادة لمجرد الإحساس بالحرية حيث غلب عليها المرح فغمرت الجميع بالسعادة عدو كان او حبيب صديق أو غريم قريب ام بعيد فلا يقتصر عطائها على الأهل فقط، أو تختص به الأحباب، او تستأثر به الأصحاب، فهي لمجرد شعورها بالسعادة تملئ المكان من حولها فرح وبهجة.
لكن إذا ما حُبست داخل قفص ما وغابت عن السماء ومُنعت عنها حريتها وحُرمت التحليق في السماء إعتكفت في عشها منعزلة عن الحياة تبكي بصمت دون أن يستمع احد لصراخها المكتوم حيث تغيب رغبتها في الحياة فما الحياة دون سعادة فما الحياة في نظرها الا مرح وفرح تحاوط به الجميع من حولها فإن لم تستطع هذا انغلقت على نفسها محتفظة بأحزانها لذاتها تلك هي حواء تلك هي المرأة تضحك مع الجميع وتبكي بمفردها تُسعد الجميع وتحزن وحدها تبتسم بالقرب منهم وتذرف الدمع بعيدا.
وعلى الرغم من هذا ينعتوها بالنكديه يوصموها بحبها للحزن والدموع رموها بالكأبة وظلموها بقولهم نكديه ولو شعر أحدهم بما تعانيه المرأه من آلام لتخفي احزانها عن الجميع لانحني لها تقديراً لما تبذل من مجهود لتخفي أوجاعها لتظهر على طبيعتها كي لا تنقل أحزانها للآخرين فرفقا بها في الأحزان ولا تزيدوا من ألامها فما أصعب حزن حواء وما أرق قلبها…