الرياضة المسيسة

محمد محمود مهدي

منذ أن قدر للرياضة أن تتواجد على هذه البسيطة ظلت دائما مختلطة بالسياسة ، وبالتالي شاهدنا العديد من الأحداث سعى من خلالها صانعوا القرار على تسييس الرياضة أو ترييض السياسة إن صحت تلك التعبيرات.
ولعل التداخل بينهما ظهر جليا منذ عهد الإغريق والرومان حيث كانت قرارات الأباطرة ضمانة إقامة الدورات الأوليمبية كما أنها كانت تتوقف أيضا بقرارات من الأباطرة، كما أنه كان ينظر للأبطال المتوجين على أنهم مصدر فخر للأمة .
وتوالت بعد ذلك صور التداخل بين الرياضة والسياسة فعلى سبيل المثال لا الحصر تم استخدام الرياضة كأحد طرق الدعاية للأنظمة السياسية مثلما فعل موسوليني باستغلال تنظيم إيطاليا لكأس العالم عام ١٩٣٤م للدعاية لنظامه الفاشي وكما فعل هتلر باستغلال دورة الألعاب الأوليمبية ببرلين عام ١٩٣٨م للدعاية لنظامه النازي ، كما تم استخدام الرياضة كأحد الأسلحة في الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي حين دعت الولايات المتحدة الأمريكية المعسكر الرأسمالي لمقاطعة دورة الألعاب الأوليمبية بموسكو عام ١٩٨٠ م ، ليرد الاتحاد السوفيتي بدعوة المعسكر الاشتراكي لمقاطعة دورة الألعاب الأوليمبية بلوس أنجلوس عام ١٩٨٤م .
ولم يتوقف الربط بين السياسة والرياضة بين هذا الحد فقد قامت صراعات بين الدول بسبب مباريات لكرة القدم كما حدث في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ١٩٧٠م بين دولتي هندوراس والسلفادور التي وصلت إلى حد الحرب التي تسببت في مقتل ما يزيد عن ألفي قتيل .
ولا يمكنني ختم هذا المقال دون التطرق لصورة بغيضة من صور الكوميديا السوداء في مجال الرياضة ألا وهي الطائفية الرياضية فلك أن تستنكر بكل أدوات الاستنكار ما يحدث في بلاد الأرز حيث يجب أن يكون رئيس اتحاد كرة السلة مسيحيا ونظيره بلعبة كرة القدم شيعيا ونظيرهما في اتحاد الجمباز سنيا…. فهل يعقل ذلك ؟
وفي النهاية خالص أمنياتي أن نتخلص في المستقبل القريب من تلك السلبيات البغيضة آملين في تعزيز دور الرياضة في تقارب الشعوب والثقافات ونبذ العنف والعنصرية.