الفنان حسين عسر شقيق الفنان عبد الوارث عسر

كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان حسين عسر الشقيق الأصغر للفنان عبد الوارث عسر يعد واحدا من الفنانين المهمشين في تاريخ السينما المصرية، وقد ولد في يوم 9 يناير سنة 1903 وتوفي في يوم 22 يناير سنة 1987، ورغم قلة الأعمال الفنية التي شارك فيها ورغم صغر مساحة أدواره إلا أنه بإبداعه وتمكنه ترك بصمة واضحة في السينما المصرية، كما أن أدواره التي أداها مميزة ولا تنسى، ونكاد نشم عبق ورائحة القرية الريف المصري الأصيل كلما لاح على الشاشة أمامنا بطيبته وبوجهه البشوش، ورغم كل هذا ربما لا يشعر به الكثيرون ولا يعرف اسمه إلا القليلون.

فمن منا ينسى مثلا أدواره الجميلة مثل دور الشيخ متولي والد نعيمة في فيلم “حسن ونعيمة”، ووالد الطفل المغرم بوصيفة في فيلم “الأرض”، والشيخ عبد الحليم والد أدهم في فيلم “أدهم الشرقاوي”، وعم مصطفى في فيلم “أفواه وأرانب”، ووالد البطلة في فيلم ” بريق عينيك”، والحاج عبد السلام والد كريمة في فيلم “الأيدي الناعمة”، والمأمور في فيلم “دعاء الكروان”، بالإضافة إلى أدواره في أفلام “لن أعترف” و”الوفاء العظيم” و”صوت الحب” و”سيد درويش” و”إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين” وغيرها.

والفنان الكبير حسين عسر وشقيقه الفنان الكبير عبد الوارث عسر، يعدان نجمين من نجوم الزمن الجميل، حيث برز كل واحد منهما واشتهرا بأداء دور الأب وكان لكل واحد منهما طريقته المميزة في الأداء، وبصفة عامة فإن الفنانين الشقيقين يعدان من أفضل وأشهر الفنانين الذين أدوا دور الأب على مدار تاريخ السينما المصرية، رغم أن الشقيق الأكبر قد أصبح واحدا من أشهر الفنانين المصريين بينما الشقيق الأصغر لم ينله من حظوظ شقيقه في الشهرة إلا القليل.

وقد نشأ الفنانان الشقيقان بمنطقة الجمالية وكانا من سكان حارة الطبلاوي المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي حيث عبق القاهرة الفاطمية والمملوكية، وأسرتهما تعود أصولها إلى قرية تابعة إلى مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان أبوهما يعمل محاميا وحرص على إلحاقهما بالكتاب ليحفظا القرآن الكريم مما كان له الأثر الكبير في إجادتهما للغة العربية والتمكن من الإلقاء وهو ما ساعدهما في حياتهما الفنية.
.