أنظمة التكوين لمراحل الحياة
أنظمة التكوين لمراحل الحياة
بقلم /
غادة مصطفى _ محمد ديبو حبو
الإنسان كالقمر له أطوار
ومراحل عمريّة يمر بها ولكلّ مرحلة سمة و مميزات وأسباب تؤثر في تشكلها و يمكن تجزئتها إلى أقسام قد تبدو وكأنها تقسيم عمري بالظاهر
ولكنّ هذه المراحل هي أشبه بزهرية متلألئة ستنضح بما وُضع بداخلها لتكون إما ساحرة للعيون أو نابية غير مقبولة وهذا ما تنطوي عليه
المراحل التي تشكل تلك الرحلة الطويلة للإنسان منذ ولادته وحتى وفاته .
أيّ أننا في المرحلة الأولى وهي مرحلة الطفولة حتى سن الثامنة عشرة سنكون أمام
شخصية مبرمجة من قبل الأهل وهي المرحلة الأهم والأخطر لأن الطفل يكون هنا كالوعاء يكشف ما وضع بداخله وكل ما ينتج من سلوكياته وتصرفاته هو انعكاس مباشر لما يتلقاه ويراه ويسمعه لأنه مرآة تعكس ثقافة الأهل ورؤيتهم الواعية لأسس التربية ..
أما المرحلة الثانية فقد تبدو مختلفة في برمجتها لدى شريحة واسعة من الأفراد فقد تكون امتداد إيجابي أو سلبي للمرحلة الأولى
وقد تختلف في مسارها وفق البيئة الاجتماعية الحاضنة. وبهذا تطفو على السطح شخصيات هي نتاج لتلك التطورات التي برزت مؤخراً في العالم بالإضافة إلى ما يمكن أن نصطلح على تسميته بقوة التأثير سواء أكانت تابعة لتأثير أفراد سلبيين أو تأثير التكنولوجيا المعاصرة ، ونحن في كلا الحالتين أمام جيل بمرحلة عمرية من المفترض أن يكون فاعلاً وبنّاءً و مستثمراً للتطور ومحافظاً على القيم.
وهنا لا بدّ لنا من الوقوف عند ما يسمى الربيع الثقافي المستورد الذي أحدث نقلة نوعية في سلوك الفرد وحدد مسار حياته وفق رؤيته وبرمجته بعيداً عن مسار وسلوك الأهل. إنّ ذلك بمجمله قد يؤدي إلى تراجع في مفاهيم القيم والمنطق والعرف. وبالتالي سوف نكون أمام هوة عميقة وسحيقة في الفكر لها منظور بعيد عن الواقع وعما يجب أن يكون .
كما أن الفرد في هذه المرحلة يكون مكبلاً من دون وعي منه بقيود قواعد تطبيقية أفرزتها المفاهيم التي تشكلت لديه بعيداً عن سطوة الأهل وكذلك بعيداً عن السلوكيات التربوية التي نشأ عليها، ويغدو الإنسان في هذه المرحلة أمام منعطف خطير قد يقوده إلى التخبط، لذلك يجب التنبه من منظومة الانفتاح التي باتت حكم واقع لا مفر منها وذلك من خلال تقوية الجانب التعليمي و الأخلاقي وتعزيز الجانب التنظيمي المتعلق بتنظيم الوقت و أولوية الاهتمام بالجانب الديني و الاجتماعي وترسيخ مبدأ التعامل الإنساني لأنه أساس المجتمع السليم .