مقالات
عواصم الشمع.. وعاصمة الحضارات
بقلم: خالد عبدالحميد مصطفي
يحسبه المُهتدي نوراً من بعيد، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، عواصم عالمية ظاهرها النور وقوة البُنيان، وباطنها الضعف والإنهيار المحتوم، عواصم لا أساس لها قامت بطرق النصب والإحتيال والإحتلال والإغتصاب، حضاراتها قامت على الحرية التي طردت إبليس اللعين من الجنّة، وجعلته يتحدى خالقه وهو أعلم بحجمه ومصيره المحتوم، قامت لتتبنى أجندة إبليس الملعون، لم يذكر لهم التاريخ إلا الخزي والعار والقتل والنهب وإغتصاب حق الغير وزعزعة الإستقرار والأمن والأمان والطمأنينة والسكينة في قلوب البشر ، ولم توصفهم الكُتب السماوية إلا بأنهم حُثالة المجتمعات، الظالمين والمنافقين أحفاد إبليس الملعون، كان وعد الله حقاً بهزيمتهم المحتومة وإعلاء كلمة الحق مهما تأخرت، فلكل ليلٍ نهار يتعقبه وإن طــال، من يثق بوجود الله فليثق بعدله وعدالته وقوته وإنتقامه، وقدرته على الخروج بالحق وأصحابه إلي نهار جديد ترفرف فيه رايات النصر وتعلو فيه صيحات الله أكبر الله أكبر، مهما تعاونت الكلاب وكثُرت، ومهما تفرقت الاُسُود وتباعدت، لكن تبقى الكلاب بجوهرها خائفة، والأُسُود بصمودها قوية.
أسدُ الله في الأرض، عاصمة الحضارات ومنبعها ” مصر الصامدة ” التى وصفها الله بـ”الأمن والأمان”، ووصف نبيه محمد صل الله عليه وسلم جُندها بــ”خير أجناد الأرض”، وقال عنها السيد المسيح عليه السلام “مُبارك شعب مصر”، ووصفتها التوراة بأن ” مصر جنّٓة الله في الأرض”.
أسد الله في الأرض تقف صامدة علي مر العصور ، لم ينحني شعبها يوماً إلا عند الصلاة ، خلقوا لها المخاطر على حدودها الأربعة يستهينون بها، فهل وصلت القذارة والتخلف والإستهانة والجهل بأن مصر مصدر الأمن والأمان والإستقرار وأن مصر هي السقف الذي إذا إنهار إنهارت عوامل الحياة على الأرض ولم تعُد للحياة قيمة .
لم نفقد الثقة يوماً بأن جُند مصر هم خير أجناد الأرض وأقواها، وأن شعب مصر المُبارك هو مصدر الحياة والبقاء لهذا الجيش العظيم، وأن قوتنا نابعة من وحدتنا مهما غرغر البعض بالبعض،
مِصر إن مات منها قائداً فإنها تٓلد قادة في كل ساعة، فلا خوف على أرضٍ وشعب أمّٓنهم الله عز وجل، وبارك وحدتهم وصمودهم ووعدهم بنصره العظيم .
ولا شك أن مدن الشمع بشُعلِها الخافتة ستنهار يوماً فوق أهلها، وسيصبحون نسخ بشر ، وستصبح أطلال مُدن كانت، وسيقود المسيرة أشخاص يُعيدون للحياة قيمتها وإلي الإنسان كرامته وحقه في العيش بــ” حياة كريمة” التي كرٌسها الله لعباده، وسيعود الأمن والأمان للعالم عندما تنهار أكبر عواصم العالم ظُلماً، وأكثرها دعماً للباطل وإعلاءاً لصوت إبليس .
حفظ الله مِصـــــــ
ـــــــرنا الغالية،

عاصمة الحضارات ومهدِها ومنبعها، وجّنة الله على الأرض، معاً بإذن الله شعباً وجيشاً وقيادة نحو تحقيق السِلم والسلام والأمن والأمان بأي وسيلة تحقق ذلك .