مقالات
عـــــودة طــــــا بــــا
إبراهيم الهنداوى يكتب /
اليوم الثلاثاء الموافق 19 من شهر مارس لعام 2024 هو ذكرى إحياء رفع العلم المصرى على أرض طابا مرة أخرى التى تم إستردادها عبر التحكيم الدولى في27 سبتمبر من عام 1988،إلى أن سلمت طابا بعد ذلك إلى مصر من خلال عدة جلسات تحكيم أخرى في يوم 15 مارس من عام 1989 الذى صدر الحكم فيه بتمصير طابا 100٪.
إن مصر عانت الكثير والكثير على مر التاريخ من كثرة الغزاة الطامعين فيها وفى ثرواتها التى لاتنفذ حتى الآن، ولكن بالإيمان والعزيمة والصبر والجهد كانت تعود مصر فى كل مرة تحتل من أي معتدى عليها.
وتحتفل مصر كل عام بعيد تحرير طابا،حيث يتذكرالمصريون في ذلك اليوم قصة مجدهم، وشجاعتهم المتمثلة بالمعركة التي خاضها المصريون في حرب أكتوبر؛ وذلك من أجل استعادة أراضيهم من السيطرة الإسرائيلية، كما يتمّ تذكر الجنود المصريين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن أوطانهم، وعدم التخلي عن شبرٍ واحدٍ من أراضيهم.
وحين تفجر الصراع العربي المصري الإسرائيلي حول منطقة طابا، أوضحت مصر موقفها آن ذاك القائم بوضوح على عدم التخلي عن أرض طابا، وأن أيّ مسألة تتعلّق بالحدود يجب أن تتم حلها بالعودة إلى المادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
وتتعدد مظاهر احتفال الشعب والجيش المصري بعيد تحرير سيناء، حيث تُنظم القوات المسلحة المصرية عروضًا عسكرية بريّة، وبحريّة، وجويّة، ويُلقي رئيس الجمهورية وغيره من المسؤولين خطاباتٍ رسمية لشكر جنود الوطن على ما قدموه من جهودٍ وتضحياتٍ لتحقيق هذا النصر العظيم، وكذلك للتذكير بأهم النتائج التي أسفر عنها هذا التحرير، بما في ذلك تحقيق الوحدة العربية وتعزيز ثقة الجيش المصريّ والعربيّ بنفسه وبقيادته.
الجدير بالذكر أن شبه جزيرة سيناء تحظى بأهمية كبيرة عند المصريين؛ لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين قارة أفريقيا وقارة آسيا، وبين مصر وبلاد الشام، وبين المشرق العربيّ والمغرب العربي، حيث يحدّها من الجهة الغربيّة خليج السويس وقناة السويس، ومن الجهة الشرقية خليج العقبة والنقب، ومن الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط، ومن الجهة الجنوبية البحر الأحمر، كما تُقدّر مساحتها بـ 61,000 كم²، وتمتد من الشرق إلى الغرب مسافة 210 كم، ومن الشمال إلى الجنوب مسافة 385 كم.