أخبار عالمية

وسط أزمة سياسية.. كوريا الجنوبية تتخذ إجراء مهما قبيل عودة ترامب

محمد حسونه
في الوقت الذي تواجه فيه كوريا الجنوبية أزمة سياسية داخلية حادة على خلفية تصويت البرلمان على عزل الرئيس يون سوك يول بسبب فرض الأحكام العرفية، تستعد سول لمواجهة تحد آخر مع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.
وقال جو تيه يول وزير الخارجية الكوري الجنوبي، اليوم الأربعاء، إنه يضع خارطة طريق للاستعداد لاحتمال استئناف ترمب المحادثات النووية مع كوريا الشمالية، وأقر بأن الاضطرابات السياسية في سول أثرت على العلاقات مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب.
وسعى جو ووزير المالية تشوي سانج-موك في مؤتمر صحفي مشترك نادر لوسائل الإعلام الأجنبية إلى طمأنة حلفاء سول وتهدئة الاضطرابات في السوق منذ محاولة يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول، وهو ما أدى إلى أكبر أزمة سياسية في البلاد منذ عقود.
وقال جو إن سول أنشأت شبكة وقنوات اتصال مع حملة ترامب «أقوى من نظيراتها لأي دولة أخرى»، لكن محاولة فرض الأحكام العرفية تسببت في اضطرابات وأضعفت الزخم السياسي بين الطرفين.
اختيار ترامب
وذكر جو أن فريقه يعد خارطة طريق لاستئناف محتمل للمحادثات بين واشنطن وبيونغيانغ، مشيرا إلى اختيار ترامب مديره السابق للمخابرات مبعوثا للمهام الخاصة ومنها سياسات كوريا الشمالية.
وأضاف «نعد ذلك الاختيار دليلا على أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب لن يهمل القضية النووية لكوريا الشمالية، وأعتقد أننا بحاجة إلى الاستجابة بصورة أكثر استباقا».
وتابع «انقطعت اتصالاتنا مع كوريا الشمالية لأنهم يرفضون الحوار والمفاوضات، لكننا منفتحون على جميع فرص التحدث مع كوريا الشمالية، إن وجدت، بما في ذلك بخصوص المسألة النووية».
وتجاهلت بيونغيانغ محاولات الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للتواصل معها على مدى أربع سنوات لاستئناف الحوار بلا شروط مسبقة، لكن فريق ترمب يسعى إلى إجراء محادثات مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أملا في خفض مخاطر الدخول في اشتباك مسلح.
لقاء تاريخي
وقد التقى ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في عام 2019 وعبر الحدود إلى كوريا الشمالية في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لرئيس أميركي لا يزال في منصبه، كما كانت تهدف إلى إحراز تقدم في ملف نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية.
وفيما يتعلق بالأزمة السياسية في البلاد، ألقى مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى، القبض على رئيس استخبارات الدفاع، مون سانج هو، اليوم الأربعاء، في إطار تحقيقه في محاولة الرئيس يون فرض الأحكام العرفية.
ويشتبه أن مون سانج هو أرسل قوات تحت قيادته إلى مكتب اللجنة الوطنية للانتخابات، في جواتشيون بإقليم جيونجي، في الثالث من ديسمبر/كانون الأول، بعد إعلان يون الأحكام العرفية.
وتخلف الرئيس الكوري الجنوبي عن المثول أمام سلطات إنفاذ القانون اليوم الأربعاء لاستجوابه بشأن محاولته فرض الأحكام العرفية.
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن فريق تحقيق مشتركا، يتألف من الشرطة ومكتب التحقيق في قضايا الفساد لكبار المسؤولين ووحدة التحقيق التابعة لوزارة الدفاع، طلب حضور يون للاستجواب.
وقد بدأت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية أمس الأول النظر في مساءلة الرئيس يون. وسيكون أمام المحكمة ما يصل إلى ستة أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون من منصبه أم تعيده إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى