أخبار عالمية
ترامب يطالب حماس بإطلاق سراح المحتجزين بقطاع غزة
محمد حسونه
طالب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، حركة حماس بإطلاق سراح المحتجزين المتبقين لديها في قطاع غزة «قريبًا».
وقال ترامب في تصريحات نقلتها شبكة «سي-سبان» الفضائية الأميركية لدى سؤاله عن المحتجزين في قطاع غزة وصفقة وقف إطلاق النار «عليهم (حماس) إطلاق سراحهم (المحتجزين) قريبًا»، مضيفا «سنرى ما سيحدث».
جمود في المفاوضات
وفي الأيام الأخيرة تعثرت محادثات وقف إطلاق النار بين حركة حماس الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية ما يجعل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمرًا غير مرجح، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وقالت الصحيفة نقلا عن وسطاء عرب إن حماس جددت إصرارها على أن تلتزم إسرائيل بهدنة دائمة، وهو ما ترفضه إسرائيل منذ فترة طويلة.
ويمثل هذا الجمود انتكاسة لفريق الرئيس الأميركي جو بايدن الذي استثمر وقتًا وجهودًا سياسية كبيرة دون جدوى للتوصل إلى اتفاق، كما أنه خيبة أمل مريرة للفلسطينيين في غزة الذين أنهكتهم أكثر من سنة من القتال والحرمان.
انعدام الثقة
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات تعثرت عندما تطرقت إلى التفاصيل، وتمسك الطرفان بمواقفهما. وقال الوسطاء لـ«وول ستريت جورنال» إن إسرائيل أصرت على استلام المحتجزين أحياء فقط في أي تبادل، ورفضت الموافقة على إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين الذين طالبت بهم حماس، في حين أعادت الحركة مطلبها بالتوصل إلى مسار لإنهاء الحرب.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على الطلب لكنه اتهم علنًا حماس بالتراجع عن التزاماتها. واتهمت حماس إسرائيل بتغيير شروط مطالبها لكنها قالت إن المفاوضات رغم تأخرها لم تفشل بعد.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي يوم الجمعة الماضي «نواصل العمل على هذا بأقصى ما نستطيع لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل مغادرتنا منصبنا».
وقال مسؤول أميركي إن هيكل الاتفاق المحتمل لم يتغير منذ الربيع ولكن القضية الأكثر أهمية التي تفصل بين الجانبين حاليًّا تتعلق بالمحتجزين والأسرى.
ويُظهر هذا الانهيار استمرار انعدام الثقة والفجوات بين الجانبين، على الرغم من أكثر من عام من القتال المدمر وشهور من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر لجلبهم إلى اتفاق.
العودة إلى المفاوضات
وقال الوسطاء العرب -بحسب الصحيفة- إنهم يتوقعون عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات بعد تولي الإدارة الجديدة مهامها في واشنطن.
وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في وقت سابق، على منصة «تروث سوشيال» إنه سيكون هناك «جحيم يُدفع» في الشرق الأوسط إذا لم يجرِ إطلاق سراح المحتجزين قبل توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني.
وتطالب حماس الآن بضمانات من الولايات المتحدة وقطر ومصر بأن تستمر المفاوضات حول وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة بعد إتمام الصفقة الأولية، حسبما قال الوسطاء.
هدنة لمدة أسبوع
أمس الثلاثاء، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حركة حماس قدمت مقترحًا جديدًا لإسرائيل يقضي بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع.
وأوضحت هيئة البث أن مقترح حماس الجديد لا يتضمن انسحاب الجيش ولا الإفراج عن المحتجزين ولا عودة سكان شمال القطاع.
وقالت إنه «خلال أسبوع وقف إطلاق النار، ستزود حركة حماس إسرائيل بقائمة تضم أسماء المحتجزين».
وأشارت إلى أن «إسرائيل ستقرر في اليوم السابع من اتفاق التهدئة إذا كانت موافقة على القائمة، وفي حال لم توافق إسرائيل عليها يستأنف الجيش الحرب».
وأضافت أن «الصعوبات في المفاوضات تتمحور حول تعريف الفئة الإنسانية من المحتجزين الذين سيجري الإفراج عنهم وعددهم».
وأكدت هيئة البث أن «الخلاف المركزي في المفاوضات حول بقاء حماس بحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب»، مشددة على أن «إسرائيل ستوافق على وقف الحرب شرط عدم بقاء حماس في حكم القطاع».
ضغط أهالي المحتجزين
وفي إسرائيل، يضغط أهالي المحتجزين بشدة على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تضمن الإفراج عنهم، مشيرين إلى أن كل يوم من الأسر يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.
وارتفعت الآمال في التوصل إلى اتفاق في غزة بعد أن وافق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل على تلك الجبهة في أواخر نوفمبر/ تشرين الأول.
وأبلغت حماس الوسطاء في ذلك الوقت أنها مستعدة لتأجيل مناقشة إنهاء القتال الدائم في غزة إلى جولات مفاوضات لاحقة، ما رفع الآمال في إمكانية إطلاق سراح بعض المحتجزين مقابل وقف مؤقت للقتال.
وأفادت تقارير إعلامية، في ذلك الوقت، أن الطرفين كانا يدرسان هدنة لمدة 60 يومًا يجري خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 30 محتجزا في غزة، وفقًا للوسطاء.
وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين وتسمح بتدفق مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسبما أضافوا.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد قال عقب اجتماع في منتصف ديسمبر/ كانون الأول مع نتنياهو في القدس، إنه كان يعتقد أن اتفاقًا بشأن إطلاق المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة كان قريبًا.
يشار إلى أن إسرائيل تقول إن هناك 96 محتجزا ما زالوا في غزة، معظمهم إسرائيليون، يشملون مزدوجي الجنسية وما لا يقل عن 30 محتجزا تعتقد إسرائيل أنهم لم يعودوا على قيد الحياة. وبإضافة أربعة محتجزين آخرين كانوا في غزة قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يرتفع العدد الإجمالي إلى 100.
واستشهد أكثر من 45500 فلسطيني في الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة وتعد الأمم المتحدة أرقامها موثوقا بها.