محمد حسونه
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المستمر على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ130 على التوالي، ولليوم الـ117 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني واسع يشمل مداهمات عنيفة، واعتقالات، وعمليات تخريب منظمة للممتلكات.
شنت قوات الاحتلال اليوم حملة مداهمات واسعة استمرت أكثر من سبع ساعات في ضاحية اكتابا شرق المدينة، طالت أكثر من 40 منزلاً ومحلاً تجارياً. رافقت الحملة أعمال تخريب وسرقة مبالغ مالية، إضافة إلى اعتداءات جسدية بحق السكان.
مداهمة أحياء متعددة
وتركزت المداهمات في أحياء متعددة داخل الضاحية، خاصة بمحيط الدوار، والمجلس، والحارة القديمة “حارة المختار”، والحارة الجنوبية، حيث أغلقت قوات الاحتلال الشارع الرئيسي قرب مكتب تكسي اكتابا، وصادرت تسجيلات كاميرات مراقبة من مركبات بينها سيارة تابعة لإحدى الصيدليات.
وخلال الاقتحام، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمود نائل أبو عطية، والفتى علي محمد غزلي، كما اعتقلت أوس هادي مروح قبل أن تطلق سراحه لاحقاً. واعتدت بالضرب على الشقيقين مصعب ومعتز ملحم، بعد مداهمة منزلهما وتخريبه وسرقة مبلغ 3000 شيقل منه.
وفي وقتٍ لاحق، اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل في أنحاء المدينة، منها مجمع دعباس في شارع مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، حيث خلع الجنود البوابة الرئيسية وأجبروا السكان على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، قبل أن يتم اعتقال الأسير السابق صالح برقاوي.
كما داهمت منزل عائلة أبو شنب في الحي الشرقي واعتقلت شابين لم تُعرف هويتهما، واقتحمت منزل عائلة الشهيد عبد الله دعباس في ضاحية شويكة شمال المدينة، وخرّبت كافة محتوياته بما في ذلك صور الشهيد.
وتشهد المدينة في هذه الأثناء تحركات مكثفة لجنود الاحتلال وفرق المشاة، الذين يجوبون الشوارع الرئيسية والأحياء، ويقيمون حواجز عشوائية ويفتشون المارة والمركبات بشكل استفزازي، وسط تحليق طائرات مسيّرة وفرض رقابة مشددة على السوق وشارع نابلس.
خطة إسرائيلية
من جهة أخرى، واصلت جرافات الاحتلال أمس عمليات الهدم الواسعة في مخيم نور شمس، والتي طالت أكثر من 20 مبنى ضمن خطة إسرائيلية تهدف لهدم 106 مبانٍ سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس (58 في الأول، و48 في الثاني)، تحت ذريعة “فتح طرق لأغراض أمنية”.
ويُفرض حالياً حصار خانق على المخيمين ومحيطهما، حيث تغلق قوات الاحتلال كافة المداخل وتمنع الأهالي من الخروج أو استرجاع ممتلكاتهم، مع استمرار عمليات الاستيلاء على المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعضها تحت السيطرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقد أسفرت هذه العمليات حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما في شهرها الثامن من الحمل، إلى جانب مئات حالات الاعتقال، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمتاجر.
وبحسب مصادر محلية، أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 5000 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، في حين تم تدمير 400 منزل كلياً، وتضرر 2573 منزلاً جزئياً، مما حوّل المخيمين إلى مناطق شبه خالية من الحياة.