كوكب دري يتلألأ في الجنوب، مرسلاً بإشعاعه الساطع إلى سماء الإبداع، لينعكس بريقه الساحر على شتى الانحاء، جاذباً إليه كل الأنظار، الباحثة على كل ما هو راقي وبديع، لتجد ضالتها في نادي أدب مدينة أرمنت التابعة لمحافظة الأقصر، الذي أصبح خلال دورة ٢٠٢٣م – ٢٠٢٥م والمنقضية منذ أيام، منارة للأدب والفن بشتى صوره وأشكاله.
حيث تمكن مجلس إدارة نادي أدب أرمنت السابق، من تحويل النادي خلال دورته المنقضية إلى قبلة للإبداع، تتهافت عليها رموز الفن من شتى محافظات الجمهورية، في مشهد خلاب، تتلاقى فيه أجمل الكلمات، مع أرق الأصوات، وأعذب الألحان، وأرقى الأفكار، لتخلق معاً حالة فريدة من الرقي الإنساني.
وذلك من خلال استقبال النادي لكل مبدع، وصاحب موهبة، من مختلف الأعمار، وإقامة الندوات، والأمسيات الأدبية والفنية، التي مثلت الفاعلية الأبرز بين فاعليات النادي، حيث أصبحت أمسية الخميس الأدبية عنواناً لنادي أدب أرمنت، وموعداً أسبوعياً مع السحر والإبداع المتشكل في أبهى صوره، وذلك بفضل مجلس إدارة النادي الذي كان مجلس فوق العادة، بقيادة الأديب المبدع عمرو العنتبلي، فقد نُظمت هذه الأمسيات بشكلٍ أسبوعي، ومع ذلك لم نشعر معها بأي ملل أو فتور، لما اتسمت به من تنوع وتجديد، حيث كان لكل أمسية عنوان ورسالة، بداية من تناول العديد من الفروع الأدبية بالدراسة والتحليل، والإحتفاء بالعديد من كبار الأدباء والكتاب العرب، من مختلف الأجيال، وإلقاء الضوء على تجاربهم الفنية والأدبية الثرية، كذلك تكريم العديد من رموز الأدب والفن، وكذلك أصحاب المواهب الأدبية والفنية الشابة.
هذا بالإضافة إلى ما قام به هذا المجلس المتميز من إكتشاف العديد من المواهب الفنية والأدبية الواعدة، حيث قام العنتبلي ورفاقه بدور المنقب، الذي يبحث عن الكنوز المختبئة في الأعماق، ليخرجها إلى السطح، لينبهر بجمالها الجميع، وهذا ما كان، فقد أُكتشفت العديد من المواهب المغمورة في أعماق أصحابها، الذين اكتشفوا أنفسهم كمشاريع أدبية أو فنية جديرة بالاهتمام من خلال نادي أدب أرمنت، وأمسياته الساحرة، التي وجدوا فيها ضالتهم للتعبير عن ما يجول بداخلهم من مشاعر إنسانية راقية.
فقد تمكن مجلس الإدارة السابق من تحقيق إنجازاً كبيراً على الساحة الأدبية، وذلك عندما خلق من نادي للأدب تابع لمدينة صغيرة في صعيد البلاد، منارة ثقافية للأدب والفن، وهذا على الرغم من تواضع الإمكانيات المادية، ومن ثم أثبت أن بالعمل الجاد والتفاني فيه، يمكن تحقيق المستحيل، وصناعة المعجزات.
فكل التحية والتقدير لأعضاء مجلس إدارة نادي أدب أرمنت السابق فرداً فرداً على ما بذلوه من جهدٍ كبير، وعملٍ مخلص، في سبيل إثراء الحياة الثقافية في المجتمع الأقصري، وكل الشكر والامتنان على ما تركوه من أثراً طيباً، وتجربة فريدة يحتذى بها.