قصة
قصة و تاريخ جامع “المقشقش” بالأقصر الذي شيده نائبا مسيحيا
كتب / جمال أحمد حسن
يعتبر جامع “المقشقش ” من المساجد الشهيرة بمحافظة الأقصر ، وكان يقع شمال معبد الأقصر على طريق الكباش، و تمت إزالته أثناء عملية الكشف عن طريق الكباش عام 2010 ،
و الصورة مأخوذة للجامع عام 1906.
“المقشقش” الذي ما زالت نشأته الدينية تثير الجدل بين الكثير من أهالي الأقصر، ومسجده الذي يعتقد الأهالي أن نقله من مكانه أصاب السياحة بالركود.
يعتقد بأن الشيخ “المقشقش” هو طبيب مسيحي كان يدعى ” سانت شانتم المقشقش” ، أسلم في أوائل الفتح الإسلامي لمصر، على يد الشيخ ” أبو الحجاج الأقصري” – أحد أقطاب الصوفية – حيث كانت منطقة الأقصر مسكونة بالرهبان في معابدها بعد خرابها في العصر الفرعوني ثم فى العصر الروماني .
وكان طبيبًا للأمراض الجلدية ومن ثم التصق به لفظ “المقشقش ” ، حيث قديما كان يقال عن إصابة الأمراض الجلدية لفظ “قشقشت” أي : شفيت .
وهناك اعتقاد آخر بأن تسمية ” المقشقش ” حرفت من لفظ “المقوقس” وهو لقب كان يطلق على عظيم القبط.
بنى جامع “المقشقش” النائب المسيحى الوفدي ” توفيق أندراوس”، لذلك يقال إن العائلة الحجاجية – المنسوبة الى السيد “أبو الحجاج الأقصري” – كتبت على مدخل الجامع الآية الكريمة “وما توفيقى إلا بالله”.
وكان من المعتاد أن تزحف النساء لقراءة الفاتحة عند أطلال مسجد” المقشقش”طبقاً لطقوس الزواج بالأقصر، حيث يسبق الزفاف زيارة لأولياء الله الصالحين، ولم تقتنع النساء بزيارة جامع “المقشقش” الجديد الذى بناه مجلس المدينة بديلاً للمسجد المزال، ولا يزلن يقفن أمام الرديم المتخلف عن هدم المسجد وقراءة الفاتحة.
و كان الدكتور “سمير فرج”، محافظ الأقصر الأسبق قد قام بالاتفاق مع وزارة الأوقاف على إزالة المسجد ونقله خلف أحد الفنادق الشهيرة بنفس المنطقة ، وذلك ضمن خطة تحويل الأقصر لمتحف مفتوح.
وعقب ذلك بعدة سنوات قررت إدارة معبد الأقصر إزالة المبنى الذي اعتقده الكثيرون أنه ضريح من على طريق الكباش، حفاظا على المظهر الحضاري للمنطقة، و صرحت إدارة المعبد : بأنه ليس ضريحًا، ولكنه تم بناؤه عام 2011 للتخلص من مخلفات بناء على أرض ، وكان قد بني عليها مسجد تمت إزالته عقب ثورة يناير، وأوضحت أن رفات الشيخ “إسماعيل المقشقش” ، تم نقله في الأساس إلى مسجد الشيخ “أحمد نجم” بجوار المعبد عام 1957.


