«تنظيم الحمدين» بوابة الأطماع الإيرانيـــــــة ضد العرب
دولي.سياسى ..جمال وهب الله
أبت قطر إلا أن تواصل الانغماس في بئر خيانتها، فلجأت أول ما لجأت عقب قرارات المقاطعة إلى إيران بشكل خاص تستقوي بها في مواجهة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لتجد طهران فرصة ترسيخ تواجدها بالمنطقة مقدمة على طبقٍ من ذهب، فهي الساعية إلى تحقيق مشروعها الذي لم يصبح خفيًا على أحد، والذي لطالما سعت لإيجاد مواطئ قدم مباشرة في دول بالمنطقة لتنفيذ ذلك المشروع، فكانت الاستغاثة القطرية المارقة الفرصة الأهم.
نسجت إيران شراكها حول قطر التي جاءتها طواعية قابلة بامتطائها لتكون معبرًا للأحلام والطموحات الإيرانية في المنطقة، دون أدنى اعتبار للأمن القومي الخليجي والعربي بصفة عامة، وهو المصطلح الذي لا يدركه نظام الدوحة الذي يسعى للانحلال عن كل رابط عربي عقب أن ارتمى في أحضان مخططات تدميرية تمثل فيها قطر قلب الهجوم الذي يتبع سياسات عدوانية تجاه جيرانه وأشقائه لصالح تلك المخططات التي تنفذها الدوحة أملًا في تحقيق حلم الزعامة.
عززت قطر تلك العلاقات الوطيدة مع إيران بقرار عودة السفير، ذلك أن الدوحة تتبع سياسة «المكايدة السياسية» في مواجهة دول المقاطعة. الأمر الذي يفتح أبوابًا إضافية لتعزيز أقوى لتلك العلاقة القائمة على أساس المصلحة والمقامرة على أمن المنطقة واستقرارها.
ويرصد مراقبون في هذا الإطار سيناريوهات العلاقة بين الدوحة وطهران على المستوى القصير والمتوسط والطويل، ووجدوا أن قطر لن تستطيع فكاكًا من تلك العلاقات في ضوء المصالح المشتركة وحتى لو تم الوصول لصيغة اتفاق مع دول المقاطعة ينهي الأزمة. إذ تبدي قطر حرصًا غير مسبوق على توطيد حكاية العشق الممنوع تلك.
في الإطار الثنائي المرتبط بالعلاقات بين قطر وإيران فإن كل طرف ينظر لتلك العلاقة من وجهة نظر مصالحه الخاصة، حسب ما يؤكده مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير حسين هريدي، فإيران تحاول انتهاز الخلافات بين المجموعة العربية وقطر لترسخ وجودها في دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وهي قطر
وتسعى لتضييق الخناق على المملكة العربية السعودية بشكل خاص، لاسيما أنه من وجهة نظر إيران فإن مواجهتها مع السعودية هي التي تحكم العلاقات مع قطر.
بينما قطر فهي في موقف لا تحسد عليه أبدًا. وهي ساعية إلى الاستفادة من تحالفها الاستراتيجي مع تركيا من جانب، ومن التقارب مع إيران من جانب آخر، من أجل التخفيف من الضغوط الاقتصادية والتجارية والمالية الواقعة عليها عقب قرارات المقاطعة، وفق هريدي، الذي استبعد فكرة أن تنتهي العلاقات بين طهران وقطر حال التوصل لحل للأزمة الراهنة بين الرباعي العربي والدوحة. وقال «إذا وصلنا لحل للأزمة أشك أن تتأثر العلاقات القطرية الإيرانية سلبًا بأي حال من الأحوال» ذلك في ظل تمسك الطرفين بتلك العلاقة القائمة على أساس المصلحة.
أعطت قطر لإيران الثغرة التي تحلم بها. ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور سعد الزنط: «أعتقد بأن قطر لجأت لإيران كنوعٍ من المكايدة السياسية، وهذا التصرف ليس فيه حكمة ولا رشد في التصرف. وأضاف: العلاقة بين إيران وقطر لا نستطيع أن نقول إنها مجرد علاقة قائمة على أساس المصلحة الآنية وسوف تنتهي بانتهاء الأزمة الراهنة التي تعاني منها قطر عقب قرارات المقاطعة، يمكن أن نتوقع ذلك فيما يتعلق بالعلاقة بين قطر وتركيا مثلًا.
لكن المسألة مع إيران مختلفة تمامًا، فمن يدخل مع إيران في تلك النوعية من العلاقات لا يستطيع منها فكاكًا وتقوم طهران بنسج شراكها المقيدة حوله، لأن طهران تدرك أهمية تلك العلاقات بالنسبة لها ومن الصعب أن تتخلى عنها.
ويشير الزنط في تصريح له لوسائل الاعلام إلى أنه لا يعتقد بأن يكون هنالك انفصالًا محتملًا بين قطر وإيران حتى لو تم التوصل لحل للأزمة الحالية، فعلى المستوى القصير كل من قطر وإيران يستفيدان من تلك العلاقات
، بينما على المستوى الأبعد فإن إيران وحدها المستفيدة بما يمثل ذلك من خطورة على مستقبل الأمن القومي الخليجي، لاعتبار أن وجود إيران في قطر هو تهديد مباشر لكل دول الخليج وليس المملكة العربية السعودية وحدها، وتتمسك إيران بتلك الفرصة ولا تتركها، وتلعب على وتر حاجة قطر إليها عقب أن لجأت إليها ووجدت فيها المنقذ لها في وقت شدتها.