قصة
دهشة
الاديب محمد ديبو حبو
وصلت إلى البيت وقد اعتلى وجهها البريء أمارات الدهشة، بدأت برفع صوتها ماما ماما،
كانت نبراتٍ قوية وكأنها بركانٌ مفاجئ يحذر لحدث ما ..
الأم ماذا حدث يا عصفورتي ؟
لقد رأيت شيئاً غريبا في طريق العودة للمنزل..
الأم ماذا رأيت ؟
رأيت أمرأة مسنة تفتش بين القمامة ولا أعلم لماذا …
بدأت الدموع تنهال
آه يا بنيّتي لعل هذه المرأة تتضور جوعاً
يبدو أنها تبحث بين القمامة عن بقايا الطعام
الفقر يا بنيّتي يسبب الحزن والألم والأسى للإنسان لكن علينا نحن أن نتعامل مع الفقراء بنوايا حسنة بأن نقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي والمادي للتخيف من تأثيراته السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع…
نال الحزن من ملامح وجهها وأردفت قائلة
أمي كيف لنا أن نقدم لهؤلاء كافة الخدمات ونحن
ننعم برغد الحياة ونعيمها.
كيف لنا أن نشعر بهم وهم بعيدون عنا وعن محيطنا الاجتماعي ..
أمي؛ عندما رأيت هذا المشهد المثير أثار انتباهي
هذا الفارق الاجتماعي بيننا
وكيف لنا أن نحاول تصحيح هذا المسار الخاطئ
والعادات والتقاليد السلبية التي تحتوي على
منح ميزات ومزايا للطبقة الاجتماعية الرأسمالية
بينما يعاني أصحاب الطبقة الفقيرة
من الحزن والألم والأسى من قسوة الحياة
بسبب تصرفات بعض الأشخاص المسيئة لهم
والتي نحن جزء من سببها..
أمي أرجوك
امنحي جزء من وقتك لتقديم الدعم النفسي والمعنوي والمادي لهؤلاء الفقراء
وحاولي أنت وأصدقاؤك
إنشاء مركز متخصص لتقديم كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية لهم .
أنا سعيدة جداً بك يا ابنتي
الشعور بحزن وألم الآخرين
دليل على نقاء وصفاء قلبك الجميل
الآن أشعر بالفخر والاعتزاز بنفسي أولا وبك ثانيا
اتعلمي لمَ ؟
لأنني أم لأجمل وأرق وأحن لفتاة بالعالم
نعم التربية والتعليم
الفتاة وأنا يا أمي أشعر بالاعتزاز والفخر بك ليس لأنك أمي بل لأنك امرأه ليست مثل باقي النساء.
الأديب محمد ديبو حبو