حظي من الهوى
حظي من الهوى
رمضان الشافعي
حظي من الهوى صبوة ونار تستعر
لا أُبصر بالآفاق غير شوق أضناني …
تنساب دموع أو ينجلى صبح فلا
فرق لا أنصت سوى صوت هزياني …
صبى عذاباتك أكثر بكأسي أني قد
أدمنته بات وحده يسبح بشرياني …
سابح بعالمك ما بين طيفك وأوهام
من أمانى والحميم يطـلق أشجاني …
ما اقساه الحنين حين يفوح بعطرك
أراك بكل الوجوه فترتجف أركاني …
حظي من الهوى …
حظي من الهوى أنى حرمت الوصل
وأهديت حزنا رغم بُعدٍ أيها القريب …
أني أودعتك بفؤادي وأغلقته عن من
عداك لا تشعر جارحة دونك حبيب …
وجعلت الكل غائب وأنت الحاضر
كشمس تسطع أبدا ليس لها مغيب …
إذا حضر طيفك لا أوجاع ولا ضجر
فالحياة تصبح بهجة وأنس وطيب …
وعشقي كجنون وسحر تملك مني
الروح وكل حواسي وسـره عجيب …
حظي من الهوى …
حظي من الهوى لا أراك بعيني لكنك
موشوم أراك بعين فؤادي لا بالنظر …
محفورة حروف إسمك وملامحك
عشق يعاند الكـون فوق لوح القدر …
مصلوب هو وجهك خلف الأحلام
هنا بالغمام وهناك على جبين القمر …
بستاني كالفيف يابث ملئه سراب
بأوهام وغصون يابثات دونه الثمر …
يأخذني إليك كل طريق وكل فكرة
وخلف الغياب بالآمال أتطلع أنتظر …
حظى من الهوى …
حظي من الهوى قبلك أرزق ميتا
وفـؤاد بعشقك من يبتعثني حيا …
يبثت كل غصوني قبلك بلا حب
قد جاء حبك كالنهر ليرويني ريا …
عِشقُتكِ كالغيث وكان لُبُهُ طهرا
أزهرا ناصعا وكالورود رطبا نديا …
أكتبُك بقصائدي الشاعرية وقلمي
يروي قصة عشق وبوصفك ثريا …
آمنت بحبك وكنت الحالم بجنتك
لكن قدري كريم بأحزانه بي حفيا …
حظي من الهوى …
حظي من الهوى ذكرى تصهل تثير
حنين فمن ذا الذى يكبح إجتراري …
وأشواقي كطيور تحلق لا تساعها
سـماء الخيال وتضيق بها أسواري …
تعصف بي رياح الحنين وأمطار
الشـوق أهرب ولا ملجأ لي يوارى …
وطيفك زائر دائم يداعب خصلات
الذكرى يثير لهفة ويعزف بأوتاري …
تُعذَب روحي بلهيب ظني وأدمُعٌ
خوابى كأني أُعذَب نيران بأوزاري …
(فارس القلم)