صحة
3 تقنيات مخبرية رئيسية لعلاج ” تأخر الإنجاب “
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح الدكتور عبدالله فارس إدريس الحاصل على دكتوراه بطب الأجنة والإخصاب الإكلينيكي من بريطانيا وحاصل على البورد الأمريكي ، أن موضوع عدم القدرة على الانجاب بشكل طبيعي ليس جديد بل هو مذكور بالقران الكريم منذ نزوله على رسولنا صل الله عليه وسلم ، لكن مؤخرا سجلت منظمة الصحة العالمية معدلات خصوبة منخفضة بمعظم دول العالم ، حيث أشارت المنظمة بأحد تقاريرها الحديثة المنشورة على موقعها أن ما بين ٤٨ و ١٨٦ مليون شخص يواجهون مسألة التأخر بالانجاب ، حيث عرفت منظمة الصحة العالمية التأخر بالانجاب بعدم حدوث حمل طبيعي بعد اثنا عشر شهرا من الجماع المنتظم بدون استخدام موانع من الطرفين
وقال د.عبدالله ، إن هناك أسباب مختلفة لانخفاض معدلات الخصوبة والتأخر بالانجاب ، فعلى سبيل المثال هناك بعض الأسباب العامة : نمط الحياة, التلوثات البيئية, عدم ممارسة الرياضة, سوء النغذية, السمنة, التدخين بأنواعه, تقدم العمر وزواج الاقارب ، كذلك هناك أسباب بيولوجية مثل: انسداد القنوات التناسلية, الالتهابات المزمنة, خلل النظام الهرموني, عوامل وراثية, االسرطانات, انخفاض/انعدام أو قلة جودة البويضات او الخلايا المنوية, تليفات الرحم واضطرابات المبايض, دوالي الخصيتين, التكيسات ومتلازمة المبيض المتعدد ، وقد يجتمع اكثر من سبب وقد يكون لاسباب غير معروفة, لكن قبل كل شيء هي مشيئة الله تعالى.
وتابع د.عبدالله ، أن عدم القدرة على الانجاب تعتبر حالة طبية مثلها مثل اي حالة طبية أخرى وبالإمكان علاجها بإذن الله تعالى, حيث تتنوع طرق العلاج بحسب الحالة, وقد يساعد تنظيم الهرمونات أو علاج الالتهابات مثلا على حدوث الحمل, وفي بعض الحالات يتم اللجوء الى تقنيات الاخصاب المخبري.
ولفت د.عبدالله إلى أن الاخصاب المجهري بحسب منظمة مايو كلينك الامريكية الطبية هو سلسلة من الاجراءات المستخدمة للمساعدة على الاخصاب وحدوث الحمل وتجنب الأمراض الوراثية بالأجنة، حيث أن هناك ثلاثة تقنيات مخبرية رئيسية لعلاج التأخر بالانجاب بحسب هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة البريطانية:
أولاً: تقنية التلقيح الاصطناعي: ويتم اللجوء إليها في حالات عدم القدرة على الجماع بشكل طبيعي بسبب حالة جسدية مثلا, ويشترط جودة كل من البويضات والخلايا المنوية, حيث يتم جمع عينة السائل المنوي ومعالجتها مخبريا وذلك لاستبعاد الخلايا الميتة والمشوهه وضعيفة الحركة, ثم يتم وضع الخلايا السليمة داخل الرحم عن طريق المهبل باستخدام قسطرة خاصة للمساعدة على التلقيح داخليا. وقد يتم استخدام عقارات تنشيط المبايض.
ثانيًا: تقنية الاخصاب المخبري: يتم تطبيق هذه التقنية في حالات قلة جودة البويضات وارتفاع جودة الخلايا المنوية, حيث يتم تنشيط المبايض باستخدام ابر هرمونية في يوم معين خلال الدورة الشهرية لمدة معينة ثم يتم جمع البويضات الناتجة من كلا المبيضين باستخدام قسطرة معينة ووضعهم بطبق اخصاب مخبري يحتوي على مواد حيوية تساعد على التلقيح ونمو الاجنة ثم يتم اضافة الخلايا المنوية المعالجة مسبقا ومن ثم يتم وضع الطبق بحضانات خاصة لها نفس خصائص الرحم تقريبا من درجة الحرارة ونسبة الغازات للسماح للخلايا المنوية بتلقيح البويضات ذاتيا ثم ارجاع عدد معين من الاجنة الناضجة للرحم بعد عدد ايام محدد باستخدام قسطرة خاصة.
ثالثاً : تقنية الحقن المجهري: يتم استخدام هذه التقنية في حالات قلة جودة البويضات والخلايا المنوية, حيث يتم تطبيق جميع خطوات الاخصاب المخبري السابقة ثم يتم حقن كل بويضة بخلية منوية سليمة باستخدام مجهر دقيق بدلا من الاعتماد على التلقيح الذاتي. حيث تتميز هذه التقنية عن سابقاتها بالتاكد مخبريا بانه تم حقن كل بويضة بخلية منوية واحدة وبالتالي المتوقع نسب تلقيح اعلى.
وأردف: لا تقتصر تقنيات المساعدة على الإنجاب للأشخاص الذين يواجهون موضوع التأخر بالانجاب فقط ، ولكن لها استخدامات متعددة , فمثلاً قد يتم جمع النطاف (بويضات او خلايا منوية) أو أخذ خزعة (نسيج) من المبيض او الخصية وتجميدها قبل التعرض للعلاج الكيميائي او الاشعاعي في الحالات السرطانية ليتم استخدامها بعد الشفاء باذن الله تعالى, كذلك تستخدم لفحص الامراض الوراثية للاجنة وتحديد جنس الجنين في حالات طبية معينة وفي حالات الاجهاض المتكرر او في حالة الرغبة بالحصول على توام وتجنب التعرض للعلاجات الهرمونية مستقبليا في حالات تجميد الاجنة, ولهذه التقنيات تطبيقات عديدة في مجال الابحاث الطبية كما انه مؤخرا اصبحت تستخدم هذه التقنيات في تجميد البويضات بسن مبكرة للحفاظ على جودتها ليتم استخدامها لاحقا
وأضاف د.عبدالله : تتضمن مخاطر الإخصاب المخبري ما يلي: الضغط النفسي, عدم نجاح العملية, متلازمة فرط تحفيز المبايض, النزيف ,الولادات المتعدِّدة, الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة ، وفي هذا الصدد أنوه بأنه تم تسجيل ولادة اكثر من ثمانية مليون طفل حول العالم بواسطة تقنيات المساعدة على الانجاب بحسب احصائيات الجمعية الأوروبية لطب التكاثر البشري وعلم الأجنة
وخلص د.عبدالله إلى القول:
تبقى هذه التقنيات أسباب بشرية للمساعدة على الانجاب ، وأن الأمر كله بيد الله تعالى يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثاً، ويجعل من يشاء عقيماً انه قدير عليم.
