الفن ودوره في بناء وهدم المجتمعات وتوظيفه في إستقرار وزعزعة الأمن القومي للدول.
بقلم: خالد عبدالحميد مصطفي
على مر التاريخ، كان للفن دور كبير في تشكيل وتعزيز الهويات الثقافية والمجتمعات، ويعتبر الفن وسيلة للتعبير الإنساني والتفاعل
الإجتماعي، حيث يمكنه أن يجمع الناس من خلال تجارب مشتركة ويعزز الفهم المتبادل والتسامح.
ومع ذلك، قد يؤدي الفن أيضاً إلى تفاقم الإنقسامات المجتمعية، خاصة عندما يُستخدم كوسيلة للتحريض أو الإثارة.
وعلى الرغم من ذلك، يظل للفن قوة فعّالة في تحقيق التغيير الإجتماعي الإيجابي وتعزيز الوحدة والتضامن في المجتمعات المختلفة.
كما يمكن للفن أن يؤثر على الأمن القومي بطرق عدة. على سبيل المثال، يمكن أن يعزز الفن الهوية الوطنية والإنتماء للمجتمع، مما يعزز الإستقرار الداخلي ويقوي الروابط الإجتماعية. كما يمكن أن يكون أداة لنشر رسائل السلام والتفاهم بين الشعوب، مما يساهم في خلق بيئة دولية أكثر إستقراراً. كما يمكن للفن أيضاً أن يُستخدم كوسيلة للتحريض على العنف أو لزعزعة الإستقرار السياسي، مما قد يؤثر سلباً على الأمن القومي.
وليس الغرض من الفن فقط هو الترفيه ولكن كثيراً ما يُستخدم كأداة في العملية السياسية بشكل واسع النطاق. حيث يمكن أن يكون له تأثير كبير في تشكيل آراء الناس ونقل رسائل سياسية معينة. ويستخدم الفن في الحملات الانتخابية، وفي التظاهرات والإحتجاجات، وأحياناً يُستخدم كوسيلة للتعبير عن الرفض للنظام السياسي أو لنقل رسائل النضال والمقاومة. لكن يجب الإنتباه إلى أن إستخدام الفن في العملية السياسية قد يُثير جدلاً حول الحرية الفنية ودور الفنان في المجتمع.
وحيث أن الفن له دور في كل زوايا المجتمع فإن الفن يلعب دوراً إيجابياً في العملية التعليمية من خلال تحفيز الإبداع والتفكير النقدي لدى الطلاب، وإستخدامه في تعزيز التعبير الذاتي وتنمية المهارات الإجتماعية والعاطفية، مما يساعد في بناء الثقة بالنفس والتعبير عن المشاعر بطرق إيجابية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الفن كوسيلة لتعزيز فهم الطلاب للمواضيع الأكاديمية الأخرى، مثل الرياضيات والعلوم والتاريخ، من خلال تطبيق المفاهيم الأساسية بطرق إبداعية وتجريبية. كما يساعد في جعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة للإهتمام لدى الطلاب، وبالتالي يعزز تجربتهم التعليمية بشكل عام.
وليس الهدف من الفن واحد في كل المجتمعات،
هناك فرق كبير بين الفن الشرقي والفن الغربي، حيث يختلفان في العديد من الجوانب، بما في ذلك التقاليد الثقافية، والمواضيع المهمة، والتقنيات المستخدمة، والتعبير الفني.
على سبيل المثال، الفن الشرقي غالباً ما يركز على الروحانية والطبيعة والتقاليد الثقافية المحلية، بينما يميل الفن الغربي إلى التركيز على الواقعية والتجريد والتقنيات الحديثة.
أيضاً، قد تختلف التقنيات المستخدمة في الفن الشرقي والغربي.
بصفة عامة، يعكس الفن الشرقي والفن الغربي تاريخ وثقافة المناطق التي نشأ فيها، ولكل منهما جماليته وقيمته الفنية الخاصة.
وأخيراً وليس آخراً ” فإن الفن في مصر له تاريخ طويل ومتنوع، حيث تعتبر مصر من أقدم الحضارات في العالم. حيث يشمل التراث الفني المصري القديم الأهرامات والتماثيل والرسومات الجدارية التي تعبر عن الحضارة المصرية القديمة والأساطير والحياة اليومية.
وفي العصور اللاحقة، طوّر الفن المصري وإزدهر في فترات مختلفة مثل العصور الإسلامية والعثمانية. وفي القرن العشرين، نشأت حركات فنية مصرية حديثة تعكس التطورات الاجتماعية والثقافية المعاصرة،
كما أن الفن في مصر يعبر عن تنوع الهويات الثقافية والتاريخية في البلاد، ويعتبر جزءاً أساسياً من الثقافة المصرية المعاصرة والموروث الحضاري العريق.
لابد أن تكون لنا ثورة كبيرة في مناهضة الفن الهابط الممزوج بالثقافات الغربية الهدّامة للمجتمع الشرقي ، والعمل على عودة الفن المصري القديم الممزوج بالثقافات الشرقية الموروثة والتي تتسم بالبناء وليس الهدم .