مقالات

الحرية نبض للحياة وكرامة للإنسان

 

 

كتب. عمرو البهي 

 

تتجاوز الحرية كونها كلمة عابرة في قاموس اللغة، بل هي فعلٌ ونبض للحياة، ومعنى يتجسد في سعي كل كائن حيّ للانعتاق من القيود، وتحقيق ذاته. فمنذ فجر التاريخ، خاضت البشرية معارك طاحنة، وتضحيات جساما، في سبيل نيل حريتها، وصون كرامتها. 

 

إنّ الحرية غريزة فطرية تسكن كلّ كائن حيّ، تدفعه إلى السعي وراء تحقيق ذاته، والعيش دون قيودٍ أو تبعية. فنجد الحيواناتِ تكافح للنجاةِ من قيودِ الأسرِ، والطيور تحلق في السماء رمزا للحريةِ، والنباتاتِ تسعى نحوَ ضوء الشمس بحثا عن الحياةِ. 

ولم يختلفْ البشر عن باقي المخلوقاتِ في هذا السعي، بل جعلوا من الحريةِ هدفا ساميا، ناضلوا من أجلِ تحقيقه عبرَ التاريخ. فمنذ ثورات العصورِ القديمةِ، إلى حركات التحرّر الوطني في العصرِ الحديث، خاضت البشرية معاركَ طاحنة، قدمتْ فيها تضحيات جساما، في سبيلِ نيل حريتها وكرامتها.

 

لا تُعد الحرية رفاهية أو امتيازا، بل هي ضرورةٌ أساسية للحياة الكريمة والسعيدة. فالإنسان لا يمكنه أنْ يعيش حياة حقيقية دونَ حرية التعبيرِ عن رأيه، واختيارِ طريقه في الحياة، وتحقيق طموحاته وأهدافه. 

فالحرية تتيح للإنسانِ أن يعيش دون خوف أو قمع، وأن يساهمَ في بناء مجتمعه وتطويرهِ. كما تساعد علىْ انتشار الإبداع والابتكار، وتعزز الشعور بالمسؤوليةِ والمشاركة في صنع القرار.

 

إن الحرية ليست مجرد حق يمنح للإنسانِ، بل هي مسؤولية يجب عليه أن يحافظ عليها، وأن يمارسها بوعي ومسؤولية. فالحرية لا تعني التسيب والفوضى، بل تعني استخدامها بشكل إيجابي يساهم في بناءِ مجتمع حرّ وديمقراطي.

 

إن مسؤولية الحفاظ على الحريةِ لا تقتصر على الجيل الحاضر فقط، بل هي واجب أخلاقي تجاهَ الأجيال القادمة. فمن واجبِنا أن نناضل من أجلِ صون حريتنا، وأن ننقلها للأجيال القادمة دونَ أن تمس.

الحرية شعلة تنير دروب الحياةِ، وحلم يسعى لتحقيقه كل إنسان حر. فلتكن الحرية هدفًا نسعى لتحقيقهِ، وسلوكًا ننتهجه في حياتنا، ومسؤولية نحافظ عليها للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى