مقالات

لا تسقط فى مصيدة المستوى المتوسط

 

بقلم :م/مظلوم الزيات

النجاح لا يكون بما تحققه لنفسك بل ما تحققه للأخرين 

من منا سأل في المساء أولاده عن أعمال الخير التي قاموا بها علي مدار اليوم من صلاة وعبادة وإذا كان أحدهم لم يقم بالأعمال المطلوبة نطلب منه أن يقوم ويؤدي ماعليه ونطلب منه الخروج وعمل أعمال خيرية لغيره قبل أن يسمح له بالنوم

_مهما حققت وامتلكت من عقارات وسيارات وأموال فإن حياتك تسعد بقدر إسهاماتك الخيرية التي تفيد الناس. فكلما عملت علي تحسين حياة الأخرين من حولك فإنك تعلي حياتك الشخصية بصورة غير مباشرة في نفس الوقت وعندما تحرص على عمل الخير دائما تصبح أكثر ثراء وهذا يساعدك على تبني نموذجا جيدا لدورك على هذا الكوكب. والنموذج هو في الأساس العدسة التي تري من خلالها أحداث حياتك سواء الخارجية منها أو الداخلية

يتحتم عليك أن تنمي منظورك الجديد لعلة وجودك على الأرض وهي إعمار الكون وعبادة الخالق.يجب أن تدرك أنك دخلت العالم خالي وستخرج منه أيضا خاليا. فإذا كان هو الحال فيجب أن تبذل نفسك لعلة وجودك على الأرض وتساعد الأخرين

ولابد أن تدرك أنك وجدت على هذه الأرض ومنحت مواهب وإمكانيات التي ستساعدك على تحقيق الغرض من وجودك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعمل كل ميسر لما خلق له) رواه الشيخان.

والان اسأل نفسك كيف أبدأ في عمل الخير

الأمر يبدأ ببساطة بتصريحك بأنه ينبغي أن يكون من ضمن أولوياتك تغيير نظرتك إلي العالم بحيث تكف عن اعتبار نفسك فردا منفصلا عن الكل بل جزءا لاينفصل عن الجماعة

إننا ولدنا نبكي والعالم من حولنا فرحون فيجب أن نعيش حياتنا بشكل يحمل من حولنا علي البكاء لفراقنا ونسعد نحن بالأثر الذي تركناه

لحظة ميلادك كنت في صفاء وقالوا أن الطفولة مباركة من السماء لأنها تجلب قطعة من النعيم إلي وحشية الحياة

إن الأعداد الكبيرة من المواليد يوميا هي إضافات متجددة من البراءة والنقاء التي تقاوم طبيعتنا الفاسدة

كل منا ينشئ قصة عن حياته حتي لو كان يحكيها لنفسه أو لبعض الناس تكون القصة كلها عن كونهم الضحية هكذا يصبحون بسبب طفولتهم أو المكان الذي نشأوا فيه أو بسبب الأشياء التي مروا بها. وهكذا فالكثير من الناس في العالم اليوم هم ضحايا محترفون لماذا؟ لان لعب دور الضحية سهل ليس عليك أن تتحمل أي مسئولية تجاه الطريقة التي تبدو عليها حياتك يمكنك أن تلوم شخص آخر عن الأشياء الفاشلة في حياتك دون الحاجة للنظر لنفسك والقيام بالتغييرات المطلوبة. لكنك حين تلعب دور الضحية فإنك تترك قوتك لهذا الذي تدعي أنه يظلمك. إنها طريقة شديدة العجز للحياة

كل فرد منا لديه عظمة خاصة به مخطوطة في حمضنا النووي ولقد سقطنا في مصيدة المستوي المتوسط فنؤمن أننا لم نخلق للمعجزات ونتعامل بضألة خوفا من أننا إذا خطونا نحو الأمور الكبري فسنجرح أو لن يحبنا الناس أو لن تنجح حياتنا

وختاما:من المهم أن تعلم أنه ليس من الخطأ أن تمتلك مالا وتمتلك أشياء جميلة وتعيش حياة مادية جميلة ولكن لاتقتنع بالكذبة أن المال وحده سيجلب لك السعادة ولذلك نهمل أرواحنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى