جنادل النيل حول معبد فيله تبوح باسرارها
متابعة نصرسلامة
يوجد حول جزيرة معبد فيله بأسوان مجموعة من الصخور الجرانيتة المعروفة بصلابتها، والتي تعرضت اجزاء منها للغرق تحت سطح مياه النيل.
وتعودنا من خلال التاريخ المصري ، ان قدماء المصريين كانوا يستغلوا اسطح وجوانب الصخور للنقش والكتابة عليها لعلمهم بانها سوف تبقى خالدة الى الابد.
وقد عثرنا على مئات الكتابات والنقوش على صخور جزيرة سهيل الواقعة الى الشمال من جزيرة معابد فيله، واشهرهم لوحة المجاعة التي تحكي عن قصة حدثت خلال عصر الملك زوسر من ملوك الاسرة الثالثة من عصرالدولة القديمة.
لقد كان قدماء المصريين بارعين في اقامة وبناء المعابد من اجل تسجيل انتصارتهم وامجادهم وعلاقتهم بالآلهه على جدرانها واعمدتها، وكان وجود جنادل او صخور بمجري نهر النيل بمثابة لوحة جاهزة للكتابة والنقش عليها، خاصة وانها ستبقى مقاومة لجميع عوامل الطبيعة، وهذا ما حدث بالفعل من خلال عمل البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار، ممثلا في إدارة الآثار الغارقةوزير الأوقاف يكلف رئيس القطاع الديني بمتابعة مفاجئة للمساجد في جنوب القاهرةإدارة الآثار الغارقة، وجامعة بول فاليري مونبلييه برئاسة الدكتور كريس كراسيون من الجانب الفرنسي، بالكشف عن عدداً من الكتابات والنقوش والصور المصغرة لملوك كل من أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك الثاني وإبريس، وذلك أثناء تنفيذ أعمال مشروع المسح الأثري الفوتوغرافي، لأول مرة، تحت مياه النيل بأسوان لدراسة النقوش الصخرية الواقعة بين خزان أسوان والسد العالي والتي تم اكتشافها في ستينات القرن الماضي خلال حملة إنقاذ آثار النوبة لبناء السد العالي ولم يتم دراستها من قبل.
صرح بذلك الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيراً إلى أن البعثة بدأت أعمال موسمها الأول في المنطقة الواقعة حول جزيرتي فيلة الأصلية وكونوسوس، ونظراً لأن هذه النقوش مازالت في حالة جيدة من الحفظ تمكنت البعثة من توثيق كامل للنصوص.
وأوضح الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة قد استخدمت خلال أعمالها كافة التقنيات الحديثة الخاصة بالغوص والمسح الأثري والتصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت المائي والتصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري) بالإضافة إلى الرسم الأثري وذلك بهدف تحديد وتوثيق ما تبقى من النقوش الصخرية على سطح صخور كونوسوس سواء تحت الماء أو المغمورة جزئيا في مياه النيل، وهو ما يُعد التزاماً بتوجيهات السيد وزير السياحة والآثار بشأن التأكيد على ضرورة إتباع كافة الإجراءات والضوابط العلمية المُتبعة دولياً في التعامل مع اللقى والمُكتشفات الأثرية.
ومن جانبه قال الدكتور إسلام سليم مدير عام الإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة حاليا تعمل على إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد للنقوش المكتشفة ودراستها تمهيدا لنشرها نشراً علمياً مما يساهم في حمايتها وحفظها، مشيراً إلى أن أعمال المسح الأثري تشير إلى احتمالية اكتشاف نقوش ومعلومات تاريخية جديدة عن تاريخ مصر القديمة لاسيما فترة الأسرة الثامنة عشر خاصة فترة حكم الملك تحتمس الرابع والملك أمنحتب الثالث بالإضافة إلى بعض الملوك من العصر المتأخر لاسيما فترة الملك بسماتيك الثاني والملك إبريس.
يذكر ان اول اكتشاف للاثار الغارقةو للنقوش الصخرية تحت المياه، حدث في اوائل القرن الحالي خلال فترة تولي الدكتور زاهي حواس امانة المجلس الاعلي للاثار، وكانت حول الموقع القديم لجزيرة فيله.