سياحه وآثارمقالات

رمسيس الثاني وابو الهول على صخور السعودية

كتب بسام الشماع

من أهم مناطق الزيارة السياحية في السعودية الشقيقة هي منطقة جبل ابو الهول.
و قد سُمي بهذا الاسم، لوجود شكل صخري على هيئة تقارب شكل تمثال أبو الهول المصري في الجيزة و تشبه بنسبة قليلة تماثيل ابو الهول و الأسود الرابضة المنتشرة في دهاليز تاريخ الآثار المصرية على مدار عصر الأسرات و ما بعدها، حيث تأثر اليونان و الرومان أيضا و أمم كُثر بفكرة المزج بين الإنسان بعقلة و حكمته و منطقة و بين جسد الأسد أو الكبش أو التمساح معبرة عن القوة، و الأقدام، و الشجاعة كرمز للحماية و أيضا كرمز ديني طقسي هام .
يوجد هذا الشكل ال “أبو هولي” إذا جاز التعبير في قلب سلسلة جبال “أجا” الشهيرة في السعودية.
الصخرة تشبه رأس الإنسان في جبل يعرف باسم جبل “أبو الهول”، هذا الشكل العجيب يجذب الزوار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. حيث يقع هذا المعلم الفريد في قرية أبا الحيران، على بعد 120 كيلومترًا جنوب غرب منطقة حائل.
و السؤال هنا يبقى حائرات بين نظريات علماء الآثار و الجيولوجيا معا:
وهل هذا الشكل هو نتيجة لعوامل الطقس و الجو و الرياح،هل تم نحت هذا الشكل من جراء أفعال و أعمال التعرية والنحر الطبيعي في الصخر على مدار الزمن،أي بدون تدخل الأيادي البشرية في نحته،أم ان كان هناك أمم أو قبائل بشرية عاشوا فى زمن ما في هذه البقعة من سكان شبه الجزيرة العربية
و نحتوه لأسباب عقائدية دينية أو لحمايتهم كتمثال مقدس بطريقة ما و خصوصا أن الشكل الصخري يعتلي الجبل أعلى القمة و بالتالي يكون موقعة مثالي لفكرة الحماية قديما.
أم هل تأثر هؤلاء القوم بفكرة ابو الهول المصري فأرادوا عمل نفس الفكرة و نفس الطقس .و قد كان هذا معروفا في الأمم و بين البشر في الازمنة القديمة حيث كان يتم نقل الأفكار و الفنون و العلوم بين المجموعات البشرية لدواعي التأثر و حب الازدهار و شغف التقدم، أو عندما يتوافق الفكر بين الأمم المختلفة أو تتقبل قبائل أفكار خارجية لأنها تلاقي ترحيب و استقبال حسن لدي المجموعة المتلقية؟
الحقيقة،أن كل هذه الأمواج المتلاطمة قد تقابلت مع بعضها البعض في محيط فكري عندما انظر إلى هذا الشكل
الجدير بالذكر ان الباحث في تاريخ الفلك القديم والتشكيلات الصخرية “مشاري النشمي” قال في موقع “عكاظ”، أن موقع أبا الحيران الذي يضم «جبل أبو الهول»، تكثر فيه العديد من أشكال التعرية والتجوية الفيزيائية والكيميائية الممزوجة بتأثير مياه الأمطار والرطوبة عبر العقود الماضية، لتظهر فيه المجسمات الصخرية المنفصلة وتقدم أشكالًا مختلفة ورسوماً إبداعية من مسافات متفاوتة بظواهر صخرية تأسر الأنظار، مؤكداً أهمية دراسة فلكية جيولوجية مكثفة للموقع لاكتشاف المزيد من الأسرار.


لقد ذكرت منذ سنوات في محاضراتي وجود نقش هيروغليفي رائع اكتشفه العلماء السعوديين بالقرب من واحة تيماء بتبوك شرق سبه جزيرة سيناء المصرية، يبين النص بوضوح جلي ألقاب الملك مثل سا رع أي مولود رع أو إبن المعبود الشمسي الأسطوري رع، و إسم الولادة و إسم التتويج للملك المصري رمسيس الثالث هكذا و على النحو التالي:إسم الميلاد:
“رع مس سو حِكا إون” و معناه الذي أنجبه رع حاكم ايون [طيبة]،
و إسم التتويج : “وسر ماعت رع مري إمن” أي
قوية عدالة رع محبوب إمن [آمون]،كما وضح أ.د. عبد الحليم نور الدين العالم الجهبذ.


حكم رمسيس الثالث من عام ١١٨٤ حتى ١١٥٣ قبل الميلاد ،و قد كان الملك الثاني في زمن الأسرة ال ٢٠ التي استمرت منذ عام ١١٨٦ حتى ١٠٦٩ قبل الميلاد.
وجود القاب الملك، و النصوص الهيروغليفية منحوتة على صخرة تل بالقرب من واحة تيماء التجارية المزدهرة لهو دليل على العلاقات التجارية بين البلدين آنذاك .و ربما كانت هذه النقوش علامات إرشادية القوافل المصرية أو توثيق مصري لوصول القافلة التجارية لشبه الجزيرة العربية و/ أو لمغادرتها محملة بالبضائع عائداََ لمِصر.
و يجب علينا هنا ذكر أن أرض مدين كانت غنية بتجارة البخور والنحاس والذهب والفضة،و التي كان يستخدمها المصري القديم بكثرة واضحة.
تم الكشف عن النقش في عام ٢٠١٠.
إذن،أنا هنا اؤكد،تواصل أهالي وادي النيل المصريين مع أهالي شبه الجزيرة العربية و هو تواصل مؤرخ و موثق بلا شك.

المؤرخ والمحاضر الدولي بسام رضوان الشماع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى