الأزهر الشريف: تصريحات بن غفير لا تصدر إلا عن عقلية متطرفة لا تحترم الأديان
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
طالب الأزهر الشريف، حكومات العالم الإسلامي، باتخاذ مواقف جادة وصارمة تجاه التصريحات المتطرفة لـ«مسؤول صهيوني متطرف»، في إشارة إلى تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي أعلن أنه سيبني معبدا يهوديا في باحات المسجد الأقصى.
وقال الأزهر، في بيان، اليوم الإثنين، إنه «يستنكر بشدة التصريحات المتطرفة والمستفزة الصادرة عن مسؤول صهيوني متطرف حول تأييده إنشاء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك»، مؤكدًا أن «هذه التصريحات المحرضة لا تصدر إلا عن عقلية متطرفة لا تحترم الأديان، ولا مقدسات الآخرين، ولا القوانين والمواثيق الدولية، ولا تعرف سوى قانون الغاب والوحشية والإجرام».
وأضاف البيان: «يُذكِّر الأزهر العالم كله بأن المسجد الأقصى المبارك كان ولا يزال وسيظل بإذن الله، بساحاته وباحاته وكامل مساحاته، إسلاميًّا خالصًا، وحقًّا تاريخيًّا للمسلمين، وهو إسلامي المنشأ، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وسيظل كذلك رغم المخططات الإجرامية للصهاينة في تهويد المعالم التاريخية للمسجد الأقصى ولمدينة القدس».
وطالب الأزهر «حكومات العالم الإسلامي باتخاذ مواقف جادة وصارمة تجاه هذه التصريحات غير المسؤولة والمتكررة من هذه الشخصية الصهيونية والشخصيات الأخرى المتطرفة، التي اعتادت اقتحام المسجد الأقصى المبارك، والتحريض على العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين الأبرياء، ووضع حدًّ لهذه التصريحات الإجرامية والممارسات الإرهابية لمسئولي هذا الكيان المحتل المتطرف».
مصر تحمِّل إسرائيل المسؤولية
وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، أدانت مصر، بأشد العبارات، التصريحات الصادرة عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بشأن التخطيط لإقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى.
وحمّلت مصر إسرائيل المسؤولية القانونية عن الالتزام بالوضع القائم في المسجد الأقصى، وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف التصريحات الاستفزازية التي تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
وأكدت مصر أن تلك التصريحات غير المسؤولة في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالأراضي الفلسطينية تزيد الوضع في الأراضى الفلسطينية تعقيدا واحتقانا، وتعوق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتشكل خطرا كبيرا على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
تصعيد بن غفير
وصباح اليوم الإثنين، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، أنه سيبني معبدا يهوديا في باحات المسجد الأقصى.
وقال بن غفير، في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال، إن «السياسة تسمح بإقامة الصلاة في جبل الهيكل (المسمى اليهودي للمسجد الأقصى)، وهناك قانون يساوي بين اليهود والمسلمين، وسأبني هناك كنيسا يهوديا».
وطالب بن غفير بسياسة جديدة في الحرم القدسي، حيث لا يوجد أي قيود على صلاة اليهود هناك، متابعا أنه «لو كنت قد فعلت كل ما أردت في جبل الهيكل منذ فترة طويلة، لكان علم إسرائيل قد رفع هناك».
حماس تدين
وأدانت حركة حماس التصريحات التي أدلى بها بن غفير، وقالت إن «ما كشف عنه الوزير الإرهابي بن غفير صباح اليوم حول عزمه بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك، يمثل إعلانًا خطيرًا، يعكس طبيعة نية حكومة الاحتلال تجاه الأقصى وهويته العربية والإسلامية، وخطواتها الإجرامية التي تسعى إلى تهويده وإحكام السيطرة عليه».
وأوضحت حماس، في بيان، أن ما يرتكبه «الاحتلال الفاشي» من جرائم غير مسبوقة في قطاع غزة، وانتهاكات واسعة في الضفة، وإطلاق يد وزرائه المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه واقتحامه وتنفيذ جولات استفزازية فيه بشكل يومي؛ هي سياسة تصب المزيد من الزيت على النار، ولن تجد من الشعب الفلسطيني إلا مزيدًا من المقاومة لحماية مقدساته.