إسرائيل تصر على مواجهة عسكرية مع حزب الله.. وواشنطن تعارض
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
بينما تقترب الحرب في غزة من دخول عامها الثاني، تقرع طبول حرب أخرى شمالا لن تكون أخف وطأة. ومع زيادة التهديدات الإسرائيلية بحتمية تصعيد وتيرة القتال مع حزب الله وسط تضاؤل فرص التسوية.
ورغم معارضته لتوسيع العملية العسكرية مع حزب الله، فإن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت نقل إلى نظيره الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي أن فرص التوصل لتسوية على حدود لبنان باتت تتلاشى.
غالانت أكد خلال الاتصال أن إسرائيل ملتزمة بإخراج حزب الله من جنوب لبنان وإعادة السكان إلى منازلهم مع احتمالات أن تتوسع الأهداف الاستيطانية لتشمل الجنوب اللبناني؛ إذ يرى غالانت أن حزب الله ما يزال يربط نفسه بحركة حماس.
التأهب الإسرائيلي لتوسيع العملية العسكرية بلغ ذروته وارتسمت أهدافه على ما يبدو.. إذ قال قائد لواء الشمال بالجيش الإسرائيلي إن قواته جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني من الحدود.
وفي خضم ذلك، أعلنت وزارتا الأمن والجيش في إسرائيل الانتهاء من إعادة تجهيز ما يقرب من مائة فرقة احتياطية في المستوطنات الحدودية الشمالية بمُعَدات قتالية وإنقاذية ومُعَدات وقائية، فضلا عن توزيع تسعة آلاف قطعة سلاح.
في المقابل، حذر حزب الله من أن الحرب الشاملة التي قد تشنها إسرائيل بهدف إعادة مئة ألف نازح إلى منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية ستؤدي بدلا من ذلك إلى نزوح مئات الآلاف الآخرين.
الموقف الإسرائيلي
بداية، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نظير مجلي، إن اليمين المتطرف في إسرائيل هو من يطالب بالدخول في حرب مع حزب الله اللبناني رغم معارضة وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف غالانت.
وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن الولايات المتحدة الأميركية تعرف أن نتنياهو ليس جادا في تصريحاته حول ضرورة تغيير الواقع في الشمال، وأنه أقل المسؤولين المعنيين بحرب شاملة في المنطقة ليس لأنه جبان ولكن لأن الجيش هو من يقرر تقديرات الحرب.
وأكد مجلي أن الولايات المتحدة تحاول أن تقول للأطراف الإسرائيلية التي تريد الذهاب نحو حرب مع حزب الله بأنها لن تكون ذات جدوى، وستنتهي كما بدأت.
وأشار إلى أن واشنطن تعلم أن تل أبيب تحاول جرها لحرب ضد حزب الله اللبناني، وهي لا تريد ذلك لأن الحرب قدد تتسع وتنزلق نحو حرب إقليمية.
موقف أميركا
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي، قاسم قصير، إن الولايات المتحدة الأميركية لا ترغب في اندلاع صراع مباشر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ويحاولون إقناع إسرائيل بضرورة التوصل لتسوية سياسية مع لبنان.
وأضاف الكاتب والباحث السياسي، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد)، أن الرسالة الأميركية التي وصلت إسرائيل تفيد بأن أي تصعيد في الجبهة الشمالية مع حزب الله سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة برمتها.
كما أكد أن الإسرائيليين متخوفين من الدخول في حرب مباشرة مع حزب الله اللبناني.
وتابع بالقول: «الرسالة الأميركية التي وصلت إسرائيل مفادها أنه إذا اندلعت حرب مباشرة ضد حزب الله فستكون هناك خسائر كبيرة، لذلك هم يحاولون إقناع إسرائيل بعدم الذهاب نحو قرار الحرب».
ولفت إلى أن حزب الله اللبناني جاهز للحرب مع إسرائيل لكن لا يريد أن يبدأها حتى يكون له مشروعية في المواجهة.
وقال الكاتب والباحث السياسي إن حزب الله اللبناني لن يسمح بعودة المستوطنين إلى شمال إسرائيل.
جهود لمنع التصعيد مع حزب الله
والتقى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، اليوم الإثنين، بمستشار البيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية نتوني بلينكن، وناقشا تكثيف الجهود لمنع التصعيد مع حزب الله.
وقال يائير لابيد إن إسرائيل أعطت الكثير من الوقت للحل الدبلوماسي فيما يخص التوتر مع حزب الله اللبناني، حتى أصبحنا قريبون من خطر حرب صعبة ستهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل.