” عالَم افتراضِى “
بِقلــم /مَريَّمـ يَاسِــر
مَع انتشار حياة التواصل الإجتماعي؛ أو ما تُسمَّى بِحياة الــ ( Social media ) ، انغمس الناسُ بِداخلها وكأنَّها حياتهُم الفِعلية؛ فأصبح ليلهم ونهارهم بِداخل هذه البوابة الافتراضية الجديدة.
وأصبحوا مُنشغلين بِمراقبة حياة الآخرين بدلاً من الانشغال بحياتهم الفِعلية ، وأصبحوا يستبدلون اللقاءات والزيارات ببعض الرسائل والتعبيرات الجامِدة ، حتى مشاعر الحزن التى تحتاج للمواساة؛ اختصروها ببعض الكلماتِ والوجوه الكرتونية الحزينة.
أصبح الشُغل الشاغِل هو حياة فلان ، وكيف يقضي يومه؛ ماذا أكل المشهورون وماذا يفعلون؟
وغفلنا حتى عن فوائِد الانترنت ومميزاته فى تعلُّم كُل شئ وفى تطوير ذواتنا.
فلِماذا نسينا أنَّها مُجرد حياةٍ إلكترونيه زائفة؟
وأنَّنا بِهذا الانشغال الكبير بِها نُضيعُ على أنفسنا متعة الحياة الحقيقية، أينَ أثَرُكَـ فى الحياة؟ أخبرنى أينَ دورك أنت؟ لِماذا تُراقِبُ الآخرين وتُتابع إنجازاتهم وأنتَ فى مكانِك؟
اصنع إنجازك أنت ، وافخر بِذاتِكَ أنت ، ولا تُقارِن حياتَكَ بِحياةِ الآخرين؛ بَل قارِن حياتكَ الآن بِحياتِكَ القديمة ، واجعَل بَينهما فرقاً واضِحاً للأفضل؛
لأنَّه _ فِى الحقيقة _ عِندما تَجِدُ هدفاً يُشغِلك فِى حياتِكَ الطبيعية ، ستنسي هذه الحياة الإلكترونية، وستُصبح مُجرد ترفيه لساعةٍ أو أقل فِى يومِك ، وربمَا فِى بعضِ الأحيان لن تَحتاجها ، وحِينها ستكونُ قَد وجدتَ ذاتَكَ حقاً ، واتجهتَ ناحية نجاحِكَ الحقيقي فِى الحياة .
وبدلاً مِن مُراقبتكَ للأشخاصِ النَاجِحين؛ ستُصبح أنت واحداً مِنهم، ورُبمَا أفضَل.
وليَكُن هدفٌكَ صُنع الأثَر؛ فنَحنُ نُولد ونَموتُ ولن يبقَى مِنَّا سِوى الأثَر..
فَابدأ الآن إذاً ؛ وأرِنا جميعاً كَيفَ سَيكُونُ أثرُك؟
إمَّــا أن نكتُب شيئــاً يستحِقُ القراءة ؛ أوأن نفعل شيئــاً يستحِقُ الكتابــة.