صحيفة أميركية تكشف عن تفاصيل جديدة للضربة الإيرانية على إسرائيل
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن إيران نجحت في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضربت 3 منشآت عسكرية واستخباراتية إسرائيلية على الأقل.
وفي تقرير لها اليوم الجمعة، أشارت الصحيفة إلى سقوط 3 صواريخ في قاعدة تل نوف وسط إسرائيل وصاروخين على الأقل قرب مقر الموساد، و20 صاروخا إيرانيا سقطت في قاعدة نيفاتيم الجوية بصحراء النقب.
وقالت الصحيفة: «اخترقت ما لا يقل عن عشرين صاروخا باليستيا إيرانيا بعيد المدى الدفاعات الجوية لإسرائيل وحلفائها ليلة الثلاثاء، حيث ضربت أو هبطت بالقرب من ثلاث منشآت عسكرية واستخباراتية على الأقل، وفقًا لمراجعة مقاطع الفيديو والصور للهجوم وما تلاه».
وأظهرت مقاطع فيديو تحققت منها صحيفة واشنطن بوست سقوط 20 صاروخا على قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب الجنوبية وثلاثة صواريخ على قاعدة تل نوف في وسط إسرائيل.
اصطدامات مباشرة
وقال محللون لصحيفة واشنطن بوست إن الصور كانت متسقة مع الاصطدامات المباشرة بالقواعد وليس الحطام الناجم عن الصواريخ التي تم اعتراضها.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أن صاروخين على الأقل سقطا بالقرب من تل أبيب في سينما سيتي غليلوت في هود هشارون بالقرب من مقر وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد، ما أدى إلى إحداث حفرتين على الأقل.
وتثير النتائج التي نشرتها الصحيفة تساؤلات عن النطاق الكامل للأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، حيث تشير إلى أن إيران نجحت بشكل أكبر في التهرب من دفاعات إسرائيل مقارنة بشهر إبريل/ نيسان، عندما نجحت ذخيرتان فقط في الإفلات من الدفاعات الجوية وضربتا إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي رصدت 180 صاروخا أطلقت من إيران، لكنه لم يرد على أسئلة عن عدد المواقع المتضررة من الضربات، وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل إن الأضرار على الأرض كانت طفيفة، وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن قواعده تعمل بكامل طاقتها.
ورفض البنتاغون التعليق على نتائج الصحيفة، كما لم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق.
وتظهر ثلاثة مقاطع فيديو نشرتها صحيفة «ذا بوست» سلسلة من الصواريخ تتجه نحو قاعدة نيفاتيم الجوية، ويظهر وميض ساطع في الهواء حيث يبدو أن صاروخا اعتراضيا إسرائيليا يوقف صاروخًا قادمًا.
وترتفع كرات نارية وأعمدة من الدخان فوق الأفق في 20 موقعًا على الأقل حيث ضربت الصواريخ الأرض، وفقًا لتحليل صحيفة «ذا بوست» لمقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية، والتي تبدأ بعد أن تكون الصواريخ في السماء.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا: «كلما كانت المسافة التي يتم إطلاق الصاروخ منها أكبر، زاد هامش الخطأ».
وأضاف أنه عندما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة نيفاتيم الجوية في إبريل/ نيسان، سقط نصفها على بعد ثلاثة أرباع ميل من القاعدة، وسقط النصف الآخر خارج هذا النطاق، وفقًا لحسابات فريقه.
نظامان دفاعيان
يملك الجيش الإسرائيلي نظامين للدفاع الصاروخي «آرو 2» و «آرو 3» مصممين للدفاع ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى مثل تلك التي استخدمتها إيران في هجوم يوم الثلاثاء.
ويعمل نظام «آرو 2» بعد دخول الصاروخ المرحلة النهائية من رحلته، داخل الغلاف الجوي، بينما يهدف «آرو 3» إلى اعتراض الصواريخ التي ما تزال في الفضاء، كما قال فابيان هينز، محلل إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين والذي يتابع برنامج الصواريخ عن كثب.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية متوسطة الدقة التي التقطتها شركة «بلانيت لابس» يوم الأربعاء ما يبدو أنه مبنى مدمر واحد على الأقل في قاعدة نيفاتيم.
كما أظهرت صورة عالية الدقة لجزء آخر من القاعدة وجود ثقب كبير في سقف حظيرة طائرات والعديد من الحفر الناجمة عن الاصطدام.
وقال لويس إن فريقه أحصى 32 ضربة على نيفاتيم وحدها، وإلى الشمال من قاعدة نيفاتيم الجوية، يظهر مقطع فيديو تم تصويره على شرفة فندق هيلتون في تل أبيب صاروخين ينطلقان بسرعة عبر السماء من الشرق باتجاه سينما سيتي غليلوت، هود هشارون، بالقرب من مقر الموساد، أحدهما يضرب الأرض، وينبعث منه وميض كبير من الضوء، والآخر يسقط في البحر.
ويظهر مقطع فيديو تم تصويره في أعقاب الحادث مباشرة ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء حفرة ضخمة في منتصف الطريق السريع، ما أدى إلى توقف حركة المرور تمامًا، وكانت المركبات الأقرب إلى موقع الحادث مغطاة بطبقة رقيقة من التراب، ويبدو أن بعضها تحطمت نوافذها.
وأظهر تحليل مقطع فيديو أن الصاروخ أصاب الرصيف الأوسط من الطريق السريع، ما أدى إلى إحداث حفرة يبلغ عرضها نحو عشرين قدمًا وعمقها أكثر من اثني عشر قدمًا، وشاهد صحفي من صحيفة واشنطن بوست حفرة ثانية على نفس الطريق السريع.
ولم يتضح على الفور نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم.
وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية الرسمية أن صواريخ قدر وعماد استخدمت، مضيفة أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها.
ويعد صاروخا قدر وعماد من بين الصواريخ الأطول مدى في ترسانة إيران.
وقالت إيران أيضًا إنها استخدمت صاروخ فاتح-1 لأول مرة، والذي قالت إنه يمكنه المناورة بسرعات عالية لتجنب الصواريخ الاعتراضية.
ويظهر مقطع فيديو آخر، تم تحديد موقعه الجغرافي لأول مرة من قبل باحثين وتم تأكيده بشكل مستقل من قبل صحيفة واشنطن بوست، أبراجًا متعددة من الدخان تطفو فوق خط الأفق من وابل آخر من الصواريخ التي ضربت قاعدة تل نوف الجوية، ويبدو أن الومضات الساطعة التي أعقبت اصطدام الصاروخ كانت انفجارًا ثانويًا.
ويظهر مقطع فيديو نُشر على موقع X وأكدته صحيفة «ذا بوست» وجود حفرة في أرض مدرسة ليست بعيدة عن القاعدة في جيديرا، وقد ابتعد جدار المدرسة، ما كشف عن الفصول الدراسية الفارغة في الداخل.