«رسائل نارية» من أبو عبيدة للاحتلال الإسرائيلي في ذكرى طوفان الأقصى
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أكد الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة إن المقاومة تنفذ عمليات نوعية ضد الاحتلال في كل أنحاء قطاع غزة، وتخوضا حربا منذ عام في مواجهة غير متكافئة.
وقال أبو عبيدة: «تعنت بنيامين نتنياهو وحكومته يتسبب بمخاطر على حياة المحتجزين الإسرائيليين لدينا.. والمخاطر على حياة المحتجزين تزداد يوما بعد يوم».
وأضاف أبو عبيدة: «بخصوص ملف محتجزي العدو والتبادل، نقول لجمهور الاحتلال وعائلاتهم وأسرهم إنه كان بإمكانهم استعادة محتجزيهم أحياء منذ عام، لو أن ذلك تماشى مع طموحات نتنياهو ومصالحه، لكانت الصفقة تمت، وقد حرصنا منذ اليوم الأول على حماية المحتجزين والحفاظ على حياتهم».
وتابع: «لا يعقل أن نقصد قتل المحتجزين أو إيذاءهم، فهذا ليس من تعاليم ديننا وهدفنا الإنساني من احتجازهم هو مبادلتهم بأسرانا وبحقوق شعبنا، فما حدث مع المحتجزين الستة في رفح قد يتكرر طالما أن حكومة نتنياهو تتعنت وتضع العراقيل أمام صفقة التبادل».
مصير المحتجزين
وأوضح بالقول: «لدينا تعليمات واضحة لكل المجموعات المكلفة بحراسة المحتجزين: دخول أي منطقة اشتباك يعرض هؤلاء المحتجزين لخطر نيران المعارك، وهذا ما حدث في حالات سابقة وربما يتكرر مستقبلاً، فمصير محتجزي العدو مرهون بتصرفات حكومته، فكلما طال تعنتها، ازدادت المخاطر على المحتجزين». وتابع أبو عبيدة: «بعد مقتل عدد من محتجزي العدو بنيران جيشهم أو بتسبب حكومتهم، فإن حالة الأسرى المتبقين باتت صعبة للغاية، ولا نستبعد أن يدخل ملفهم إلى نفق مظلم، ربما يخلق عشرات (رون أراد) جدد، ليكون ذلك أكبر دليل على فشل العدو الاستراتيجي والأخلاقي في تاريخه».
وحول الجبهة البنانية، أشاد الناطق العسكري باسم كتائب القسام بقدرات حزب الله، مؤكدا أن المقاومة على ثقة بصلابة وقدرة حزب الله في مواجهة جيش الاحتلال.
قال أبو عبيدة في نص كلمته: «مر عام على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحًا في العصر الحديث بفضل الله والتي استهدفت فرقة عسكرية مجرمة، معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات».
ضربة استباقية هائلة
وأضاف: «العملية هزت العدو الصهيوني وغيرت وجه المنطقة، والتي ضربنا فيها العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة بكافة فصائلها إلى مراحلها النهائية».
وتابع أبو عبيدة: «بعد أن وصل عدوانه على الأقصى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، وبعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى وانتهاك كل المحرمات والحصار المطبق على غزة، بعد كل هذا كان القرار بتنفيذ الهجوم الاستراتيجي التاريخي ضد فرقة غزة وحامياتها العسكرية وطوقها الاستيطاني المقيت الذي يجثم على قلوب أهلنا ويحاصرنا، ويرتكب ضدنا منذ عشرات السنين كل الجرائم التي عرفتها الأمم».
وقال: «اليوم، فإن ملخص الواقع في المنطقة بعد عام من طوفان الأقصى هو كالتالي: شعب فلسطيني أسطورة على كل قصص البطولة، وغزة التي تتوارى خجلًا من عظمة شعبنا الذي يعلم الدنيا معنى الكرامة وعشق الأرض والتوق للحرية ومقاتلة المحتلين والصمود الأسطوري رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها، رغم بطش العدو ومن ورائكم من قوى البغي والإجرام، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية، فالتحية لشعبنا العظيم السند والظهير والنصير الذي لن تضيع تضحياته سدى بإذن الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم وصبركم وثباتكم، يا أهلنا يا تاج رؤوسنا».
وأضاف أبو عبيدة: «أما في محيط فلسطين، فجبهات مشتعلة تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده، وتقطع أمل العدو بالبقاء مستقراً، جبهات تقاتل العدو مباشرة اليوم وتلتحم معه وتكبده خسائر كبيرة وتسدد له الضربات المؤلمة من لبنان العظيم الشامخ، ومن اليمن الحر المقاتل، ومن عراق الحضارة والمجد».
ضرب مواقع العدو
وأضاف: «تحلق مسيرات لبنان واليمن والعراق وصواريخها في سماء فلسطين المحتلة، وتضرب مواقع وأهداف مهمة للعدو، فتستنزف قدراته الأمنية والدفاعية وتربك توازنه، وتكبده خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة، كما تفرض عليه تهجيراً وتغلق عليه المنافذ البحرية بشكل شبه كامل».
وتابع: «تشتبك الجمهورية الإسلامية في إيران مع العدو الصهيوني، وتوجه له ضربات الوعد الصادق واحد واثنان، وتنهمر الصواريخ الباليستية على قواعد العدو بالعشرات في سابقة تاريخية، تكسر قواعد طالما رسخها العدو مع شعوب ودول المنطقة، بأنهم بعيدون عن العقاب ومستثنون من المحاسبة على جرائمهم».
واستطرد أبو عبيدة بالقول: «يشعل البطل ماهر الجازي فتيل جبهة أردنية عربية أصيلة، ملتحمة شعورياً وتاريخياً وجغرافياً مع بلادنا وشعبنا، ويعيش الكيان الصهيوني في العالم ككيان وحشي قاتل مجرم، منبوذ من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة، كيان لا يفكر سوى في بناء الجدران والأسوار والمناطق العازلة».
وأضاف: «لا يعتمد هذا الكيان إلا على سلاح الجو الأميركي الصنع والتوجيه، ولا يشده إلا حبال الإدارات الأميركية المعهودة، التي ستنقطع مهما طال الزمن، كما يعتمد على حبال أوروبية استعمارية منبوذة حتى من شعوبها، وعلى أنظمة مطبعة عاجزة لا تمثل ضمير أمتنا بشيء».
وأردف: «الناظر إلى هذا الوضع يدرك أن العاقبة لشعبنا وأمتنا ومقاومتنا أمام كيان عمره الإجمالي أقل من عمر أحذية مساجد وكنائس غزة والقدس وبيت لحم والخليل ويافا، هذا الكيان لم يعش عاماً واحداً دون مقاومة وقتال، تذكره في كل محاولة للاستقرار بأنه يسرق أرضاً عربية».
نقاتل في معركة غير متكافئة
وقال أبو عبيدة: «يا شعبنا وأمتنا، يا كل أحرار العالم، عام كامل ولا زلنا نقاتل في معركة غير متكافئة ضد عدو مجرم، مجرد من كل القيم الإنسانية وحتى الطبائع الحيوانية، عام مكلل بالبطولات والتضحيات».
وأضاف: «يواصل مجاهدونا ومقاومونا من كل الفصائل حالة صمود وقتال بطولي بكل عزيمة وصلابة، في كل شبر من قطاع غزة، حيثما تواجد جنود العدو أو آلياته أو حشوده العسكرية، يواجهون قتالاً بطولياً غير مسبوق».
وقال أبو عبيدة: «لقد طورنا بفضل الله تكتيكاتنا وتشكيلاتنا القتالية وأساليب عملنا بشكل مستمر، بما يتناسب مع الظروف الراهنة ومع كل السيناريوهات المحتملة.. بعون الله وقوته، قرارنا وخيارنا وهو الاستمرار في المواجهة، في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة ومكلفة للعدو بشدة طالما أصر على استمرار العدوان».
وتابع بالقول: «يا أهلنا، يا شعبنا، يا أمتنا، المعركة مستمرة والعدو يتكبد الخسائر يوماً بعد يوم، وإن مما يشرف مقاومتنا وحركتنا وكتائبنا في هذه المعركة، وفي كل مسيرتها، أنها تقدم الشهداء من قادتها قبل جنودها».
اغتيال القادة
وقال أبو عبيدة: «إن الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركتنا والمقاومة، وعلى رأسهم القائد المجاهد الكبير إسماعيل هنية رحمه الله، هو أكبر دليل على غطرسة العدو».
وأضاف: «فرحة العدو باغتيال قادتنا، ومن بينهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، هي فرحة وهمية ومؤقتة، متى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة؟ تاريخ ثورتنا الفلسطينية والعربية مليء بالأمثلة التي تثبت عكس ذلك، فرحته ستنقلب حسرة».
الاغتيالات ليست نصراً
وتابع أبو عبيدة: «لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب».
وأضاف: «الأبطال في الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون، رغم كل محاولات العدو لكسرهم منذ عملية السور الواقي قبل 22 عاماً، سياسة الاغتيالات ضد قادتنا هي خاتمة خير وعلامة نصر لنا، وحسرة وخيبة على المعتدين، الله سبحانه وتعالى وعد بنصر الأحرار، ونصر الله آتٍ».
وتابع: «نحن في كتائب القسام نعمل بإرادة الله، وعينه ترعانا، يخلف القائد عشرة، والجندي ألف مقاوم، هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، وتورث الأجيال حب المقاومة كما ورثناها عن أجيال من الأنبياء والصالحين والمجاهدين الذين ضحوا بدمائهم.
وقال أبو عبيدة: «يا أهلنا وشعبنا، يا أحرار العالم، نؤكد في كتائب عز الدين القسام بعد عام من معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني، أن العمليات التي تجري اليوم في الإقليم، ومشاركة جبهات اليمن ولبنان بشكل خاص، هي مواقف مشرفة ومقدرة من شعبنا وضميره».
وأضاف: «رغم حجم التضحيات والجرائم الصهيونية ضد شعوب المنطقة، فإن عمليات المقاومة العراقية المتصاعدة والمشاركة الفعالة في المعركة هي دليل على وحدة المقاومة في كل الجبهات، نوجه تحية لكل قوى المقاومة في المنطقة، ولشعوبنا الشقيقة الحرة».
رسالة إلى حزب الله
وقال أبو عبيدة: «نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان إننا على ثقة بصمودكم وشجاعتكم في تكبيد قوات العدو الصهيوني خسائر كبيرة ومؤلمة، كما وعد الشهيد السيد حسن نصر الله في مواقفه المعهودة، إننا نراهن على بسالتكم وقوتكم في المعركة».
وأكد أبو عبيدة: «لقد أنهكنا في غزة هذا الجيش المهزوم على مدار عام كامل بعد هزيمته المذلة في السابع من أكتوبر، وأفقدناه نسبة كبيرة من قدراته على الأرض، وقتلنا قوات نخبته المزعومة بالمئات، التحامنا وجهاً لوجه مع جنوده أثبت فشل طائراتهم ودباباتهم واستخباراتهم».
بيان حماس في ذكرى طوفان الأقصى
وأصدرت حركة (حماس) اليوم الإثنين، بيانًا صحفيًا بمناسبة مرور عام على بدء معركة «طوفان الأقصى»، التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدة أن هذه المعركة تأتي كرد فعل طبيعي على السياسات الصهيونية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته.
وشدد البيان على أن هذه المعركة، التي تقودها كتائب الشهيد عز الدين القسام ومعها كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، تهدف إلى إفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة لتهويد الأرض والمقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وإحكام السيطرة على القدس.