مقالات
الرئيس عبد الفتاح السيسي: “الحاكم والمحكوم عليه “
كتب: خالد عبدالحميد مصطفى
منذ توليه الحكم، عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على تحقيق نقلة نوعية في تاريخ مصر المعاصر، واضعاً مصلحة الوطن وأمنه القومي فوق كل إعتبار. ومع التحديات الهائلة التي واجهتها الدولة المصرية، كان لزاماً عليه أن يتحمل مسؤولية القيادة، وأن يقود عملية بناء وتطوير شاملة. وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده، إلا أن مهمته لم تكتمل، فالرئيس السيسي يعتبر لزاماً عليه إستمرار هذه المسيرة لضمان إستقرار مصر وحمايتها من التحديات الداخلية والخارجية التي قد تهدد أمنها القومي، خاصةً في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
الإنجازات الرئيسية في عهد الرئيس السيسي”
أولاً: مشروعات البنية التحتية العملاقة”
شهدت مصر طفرة في مجال البنية التحتية، من خلال بناء الطرق والكباري والمدن الجديدة. كان أبرزها “العاصمة الإدارية الجديدة” التي تهدف إلى تخفيف الضغط عن القاهرة وتقديم نموذج حضري متطور.
وأيضاً تطوير وتوسيع شبكة الطرق السريعة والمواصلات العامة، مما أسهم في تحسين حركة النقل داخل البلاد وجذب الإستثمارات الأجنبية. وأيضاً مشروعات الإسكان الإجتماعي والإسكان المتوسط التي ساعدت في توفير مساكن لائقة لمحدودي الدخل.
ثانياً: قطاع الطاقة والكهرباء”
عمل الرئيس السيسي على تعزيز البنية التحتية للطاقة، من خلال بناء محطات كهرباء عملاقة، مثل محطات سيمنز، مما أتاح لمصر القدرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.
وأيضاً مشروع حقل “ظهر” للغاز الطبيعي الذي أسهم في جعل مصر مركزاً إقليمياً للطاقة، ويعد خطوة مهمة نحو تحقيق الإستقلال في مجال الطاقة.
ثالثاً: الإصلاح الإقتصادي”
أطلق الرئيس السيسي برنامجاً طموحاً للإصلاح الإقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حيث تضمن تحرير سعر الصرف، وتقليل العجز في الموازنة، وتعزيز دور القطاع الخاص.
أسهمت هذه الإصلاحات أيضاً في تحسين الإقتصاد المصري على الرغم من آثارها الصعبة على المواطن في البداية وحتى الآن، إلا أنها مهدت الطريق لنمو مستدام على المدى الطويل.
رابعاً: مشروعات قومية ضخمة”
مشروع قناة السويس الجديدة الذي زاد من كفاءة القناة وزاد من إيراداتها هذا قبل الأحداث المفاجئة التي شهدها العالم وبالأخص الشرق الأوسط، وكذلك ساهم في تحسين مكانة مصر في التجارة العالمية. وأيضاً مشروع “حياة كريمة” الذي يستهدف تطوير القرى والمناطق الريفية في مصر، ورفع مستوى الخدمات والبنية التحتية للمجتمعات الريفية.
خامساً: التعليم والصحة”
تم تطوير منظومة التعليم وتحويلها نحو النظم الحديثة، بما في ذلك إستخدام التكنولوجيا والرقمنة، وتم تحديث المناهج بما يلائم إحتياجات سوق العمل. وكذلك في مجال الصحة، تم إطلاق مبادرات ضخمة مثل “100 مليون صحة” للقضاء على فيروس سي، بالإضافة إلى إنشاء مستشفيات جديدة وتطوير وحدات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد.
سادساً: دور مصر في السياسة الخارجية”
حافظت مصر على مكانتها الدولية، وأصبحت أكثر تأثيراً في حل قضايا المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بالنزاعات في ليبيا والسودان وفلسطين ودول إفريقيا . حيث عمل الرئيس السيسي على تقوية علاقات مصر مع الدول الكبرى، مما أضاف لمصر دوراً محورياً وفي القضايا الإقليمية والدولية.
الرئيس “المحكوم عليه” بالإستمرار في حماية الأمن القومي..
على الرغم من هذه الإنجازات، فإن المسؤولية لم تنتهي بعد، حيث يواجه الرئيس السيسي تحديات مستمرة تتعلق بالأمن القومي المصري. فمصر تتعرض لتهديدات خارجية تتمثل في النزاعات الإقليمية المتزايدة، وتحديات داخلية تتعلق بتعزيز إستقرار الجبهة الداخلية وتحقيق العدالة الإجتماعية.
التحديات الخارجية”
أولاً: يأتي “سد النهضة الإثيوبي” كأحد أهم المخاطر التي تهدد الأمن المائي لمصر، ويتطلب موقفاً صارماً ومتوازناً في التعامل مع هذه القضية.
ثانياً: عدم إستقرار الأوضاع في دول الجوار، مثل ليبيا والسودان وفلسطين والبحر الأحمر والبحر المتوسط كممر مائي دولي، يمثل تهديداً للأمن المصري ويتطلب يقظة كبيرة ودوراً دبلوماسياً نشطاً. ووضع عسكري جاهز للتعامل مع كافة السيناريوهات.
التحديات الداخلية”
أولاً: مكافحة الإرهاب والتطرف الذي يمثل تهديداً للأمن الداخلي ويتطلب جهوداً مستمرة للحفاظ على سلامة البلاد.
ثانياً: التحديات الإقتصادية والإجتماعية الناتجة عن الظروف الإقتصادية العالمية، مثل إرتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، تتطلب جهوداً كبيرة ومستمرة للحفاظ على إستقرار الإقتصاد وحماية الطبقات المتوسطة ومحدود الدخل.
ختاماً” الرئيس السيسي ليس مجرد حاكم، بل هو محكوم عليه بإستكمال مسيرة البناء والإستقرار، ومسؤولية حماية الأمن القومي أمام التحديات الراهنة. إن إستمراره في هذا الدور يستوجب تضافر الجهود الوطنية والدعم الشعبي لمواجهة المتغيرات المتلاحقة في الداخل والخارج. لذا، تعد المرحلة القادمة مرحلة مصيرية، تتطلب العمل على إستكمال ما تم بناؤه وتعزيز ما تم تحقيقه؛ لتحقيق مستقبل آمن ومستقر لمصر، في ظل قيادة واعية تعرف حجم المسؤولية وتعمل بكل طاقتها لتحقيق الرخاء والرفاهية للشعب المصري.
حفظ الله مِصرنا الغالية
شعباً وجيشاً وقيادة .