سرطان عنق الرحم والتطعيم ضد فيروس HPV و التفاوت بين الدول الغربية والعربية
كتبت:جاسيكا معتز
يعد سرطان عنق الرحم واحدًا من أخطر أنواع السرطان التي تصيب النساء، حيث يحتل المرتبة الرابعة من حيث الانتشار عالميًا، ويسجل مئات الآلاف من الوفيات سنويًا بسبب هذا المرض. يُعتبر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو العامل المسبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان. ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس من خلال لقاح فعال وسهل الاستخدام، الذي يُظهر نتائج مبشرة في تقليل معدلات الإصابة بالسرطان بشكل كبير.
ورغم الفوائد الكبيرة التي يوفرها اللقاح في الحد من انتشار فيروس HPV، إلا أن معدلات التطعيم تختلف بشكل كبير بين مختلف البلدان. ففي الدول الغربية، تتجاوز نسبة الفتيات الملقحات ضد هذا الفيروس 70%، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا على نجاح برامج الوقاية الصحية هناك. وتعتبر هذه النسبة العالية نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومات والمنظمات الصحية في تلك الدول للتوعية بفوائد اللقاح وتشجيع الأسر على تطعيم بناتهن في سن مبكرة.
في المقابل، تُظهر الإحصائيات أن الدول العربية تواجه تحديات أكبر في هذا المجال، حيث لا تتجاوز معدلات التطعيم ضد فيروس HPV في بعض الدول 15-20%. يرجع هذا التفاوت إلى عدة عوامل، أبرزها العوامل الثقافية والدينية التي قد تؤثر على قبول اللقاح، بالإضافة إلى العوائق الاقتصادية التي تحد من توفير اللقاحات بشكل واسع.
تحتاج الدول العربية إلى تكثيف حملات التوعية بشأن أهمية اللقاح وكيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم، مع توفير اللقاح بأسعار مناسبة لتوسيع نطاق التغطية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل الحكومات على إزالة أي معتقدات خاطئة أو تحاملات ثقافية ضد التطعيم، مما يعزز قدرة المجتمع على الوقاية من هذا المرض القاتل.