مشيرة موسى تكتب ” لحاف جدتى “
كل سنة وانتم طيبين … قعدوا يسألوا الشتا جاى امتى … الشتا اتأخر ليه … اهو الشتا جالهم اهوه … انا على فكرة من الناس اللى بتحب الشتا … كنت زمان باقول لما حد يستعجب … ” هو بردانين هتلبسوا لكن حراننين هتعملوا ايه ” … زمان الشتاء كان له استعدادات عظيمة فى بيت جدتى … اولها انه لمدة كام يوم بييجى المنجد … ظهور” عم سيد ” المنجد معناه ان العساكر قربت تشتى … وعلشان شباب اليومين دول يفهموا الكلام ده … لازم أضيف انه زمان لما كان عساكر المرور يلبسوا شتوى فده كان المؤشر والاعلان الرسمى للعامة ان المواطنين كمان لازم يشتوا … وبالتالى ده كمان كان المؤشر الرسمى ان كل سرير فى البيت لازم يكون عليه بطانية ولحاف … البطاطين كانت صوف خشن ومش ناعمة خااااااااااص مش زى بطاطين اليومين دول … وطبعا الناس كانت بتشتريهم جاهزين … لكن اللحاف ده كان قصة تانيه … اللحاف يعنى منجد وقطن وقماش وحكاية ورواية … اللحاف الجديد مش لازم يكون كله جديد … لا خالص … ممكن اللحاف القديم يتفك … والقطن القديم يتضرب من جديد فيتنفش من جديد وممكن يضاف اليه قطن جديد … ثم يعاد تعبئته لعمل لحاف جديد …. لا كده انا فوت مراحل كتيييييير … استنوا عليه شوية … المنجدين دول كان لهم شكل مميز … بيمشوا فى الشارع شايلين على كتف شنطة قماش فيها ابر خياطة اللحاف وخيوط ومقصات وكل حاجة لها علاقة بتنجيد اللحاف … وشايلين على الكتف التانى ” مضرب القطن ” اللى بيستخدموه لضرب القطن علشان يحشوه فى اللحاف … العائلات كان عندهم دايما منجد معروف ومحدد … عارفهم وعارف طلباتهم … بيدخل البيت دخلة دكتور العيلة كده … طبعا المنجد له طلبات … وجود مكان واسع علشان يشتغل … فى البيوت الكبيرة كان السطوح مكانه المفضل … وفى البيوت الصغيرة كانت بسطة السلم او مدخل العمارات فى معظم الوقت … ودى حاجة ممكن تفيده لو شغله عجب الجيران … ما علينا … كده المنجد جه ومعاه القطن الجديد اللى هيزوده على القطن القديم … ناقص قماش اللحاف الداخلي والخارجي … ايوه دا احنا بنكلف الحاجة مش اى كلام وخلاص … البطانة الداخلية على ما اذكر بتكون من قماش ال ” دمور ” … اما القماش الخارجي فلو كان لسراير الصغيرين فبيكون من القماش القطن المشجر بألوان زاهية … بيختلف لحاف البنات عن الاولاد … اما لحاف الكبار فبيكون من قماش مش فاكرة اسمه لكن القماش كان ناعم وله لمعة زى لمعة القماش الستان … يقعد بأااااه ” عم سيد ” كام يوم يضرب القطن ويفصل ويخيط البطانة واللحاف يدوى طبعا … كل طلباته وهو قاعد على الأرض مربع انه يشرب كوباية الشاى التقيل ابو سكر كتيييييير … ويسمع ويغنى مع الراديو … ويتغدا ساعة الغدا … ويروح على المغربية علشان يلحق ييجى تانى يوم … كده لما يخلص موسم التنجيد وعم سيد يروح عند زبون جديد … البيت بيبقى مستعد لاستقبال الشتا رسميا … الحقيقة تقريبا كل البيوت كان فيها ” اللحاف ” هو الراعى الرسمى للبرد … لكن لحاف جدتى كان مختلف …
عايزة اقولكم ان البيات عند جدتى ليلة الاجازة كان أملنا دايما … كنا لما نزور جدتى نعمل نفسنا نايمين بعد العشا … مش بس نايمين لااااا وفى سابع نومة كمان … ما هو فى سراير علشان العيال لما تيجى تزور ” نناه ” … طبعا جدتى كانت بتبقى فاهمة كل حاجة … بصوت حنون كانت بتقول العيال نامت مش معقول هتنزلوهم فى البرد … نستنى بس اول ما الباب يقفل ونقوم زى القرود … اصل نناه كانت بتبقى عاملة كيكة وصينية قرع أو بطاطا وحاجات تانية كتيييييير … ولما تيجى ساعة النوم الطبيعية … كنا بنلبس البيجامات وندخل السرير ونتغطى باللحاف الجديد … اللحاف اللى مش زى اى لحاف … لحاف جدتى كان تقييييييل جدااااااااا … يعنى هنصحى نلاقى نفسنا نايمين على نفس الجنب اللى نمنا عليه وبدون ما نكون اتحركنا مللى واحد … الله يرحم كل كبارنا اللى مشيو … كانت ايام جميلة جدااااااااا …