كتبت/مرثا عزيز
خرج العشرات من السجون السورية، اليوم الأحد، وهم يهتفون فرحًا بعد تحررهم لتبدأ حقبة جديدة في حياتهم على طريق الحرية بعد انهيار حكم بشار الأسد.
وفي جميع أنحاء سوريا، بكت العائلات فرحًا بلم شملها بعد اختفاء أفراد منها لسنوات في سجون عرفت بأنها شديدة التحصين خلال حكم أسرة الأسد الذي استمر 5 عقود.
وراح السجناء المفرج عنهم يركضون في شوارع دمشق رافعين أصابعهم في إشارة إلى عدد السنوات التي قضوها في السجن وسألوا المارة عما حدث، إذ لم يدركوا على الفور أن نظام الأسد قد سقط.
وفي مقطع مصور سُمع شخص يقول : «أسقطنا النظام ليصيح سجين ويقفز فرحا. ووضع رجل يتابع السجناء وهم يندفعون عبر الشوارع يديه على رأسه، وهو يصيح بدهشة يا الله، المساجين».
ومع استيلاء قوات المعارضة السورية على مدينة تلو الأخرى في حملة خاطفة استمرت 8 أيام، كانت السجون من بين أهدافها الأولى. وأخيرا تسنى اقتحام أسوأ السجون سمعة في دمشق ومحيطها أمس السبت وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
من داخل مكان يُفترض أنه عنبر للنساء في سجن صيدنايا على مشارف دمشق، سجل أحد مقاتلي المعارضة اللحظة التي وصل فيها إلى الزنازين وفتح الأبواب للسجينات اللائي لم يكن لديهن أدنى فكرة عن أنهن على وشك الخروج للحرية.
وقالت امرأة للرجال الذين أطلقوا سراحها : «ربنا يبارك فيكم».
وبينما كانت السجينات يغادرن أماكن احتجازهن، شوهد طفل صغير وهو يسير في الممر بعد أن كان محتجزا في السجن مع والدته.وسُمع صوت وهو يقول سقط (الأسد). لا تخافوا، في محاولة لطمأنة السجينات بأنهن لن يواجهن مخاطر أخرى.
وفي مقطع آخر قيل إنه من داخل سجن في قاعدة جوية بحي المزة جنوب غربي دمشق، تعالت الأصوات بينما كان المقاتلون يسيرون في ممر.
وأظهر مقطع آخر رجلا حليق الرأس يجلس القرفصاء على كعبيه، ويرتجف وبالكاد يستطيع الإجابة على المقاتلين الذين كانوا يسألونه عن اسمه والمنطقة التي ينتمي إليها.
وعلى بعد أميال قليلة من صيدنايا، شوهد سجناء محررون وهم يسيرون باتجاه دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وكان عدد كبير منهم يحمل أمتعة على ظهورهم، ويهتف «الله».
سقوط نظام الأسد
وفي وقت سابق من صباح اليوم الأحد، تمكنت هيئة تحرير الشام، وهي أقوى جماعة معارضة، بالإضافة الى فصائل معارضة مسلحة حليفة لها، من دخول دمشق حيث أعلنت إنهاء حكم الأسد وذلك بعد هجوم خاطف لمدة 12 يومًا.
وكان الجولاني قد قال اليوم أيضًا إن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي حتى يتم تسليمها..
قال رئيس هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، إن سقوط نظام الأسد «تاريخ جديد للمنطقة».
وأضاف الجولاني أن نظام الأسد جعل سوريا «مسرحا للأطماع الإيرانية».
وتابع، خلال كلمة ألقاها بالمسجد الأموي بالعاصمة السورية دمشق: «نظام الأسد نشر الطائفية بالبلاد وأثار فيها الفساد واليوم تتطهر سوريا بفضل الله وبفضل المجاهدين الأبطال».
وقال إن هذا النصر تم بدماء الشهداء وعذابات الناس في السجون وبفضل الله قام «المجاهدون بتحريرهم»