مقالات

مستقبل العلاقات المصريه السورية

كتب/حسن علي حسن
• أن العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين مصر وسوريا وعلي مر العصور كانت تتميز بالخصوصية والترابط الوثيق فمنذ آلاف السنين هناك رابط مشترك بين البلدين وفي فترات كثيرة كانتا تحت حكم واحد وتعتبر سوريا العمق الاستراتيجي لمصر وأمنها وسلامتها يصب في مصلحة مصر والوطن العربي كله ومنذ بداية ثورات الربيع العربي وتأثر البلدين الشقيقين بها ظلت العلاقات وطيدة وقوية برغم الأحداث الدامية التي أنهكت سوريا والحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب علي دمشق كانت القاهرة دائما تمد يد العون والمساعدة لدمشق وكثير من الأشقاء السوريين الذين هجروا بلادهم فرارا من الصراع الدائر هناك فضلوا مصر للإقامة بها هم وأسرهم عن باقي دول العالم برغم الظروف الاقتصادية في مصر إلا أنهم فضلوا العيش فيها لاحساسهم بالأمن والأمان مع أشقائهم المصريين وايضا حسن إستقبال الشعب المصري لهم وعلي مدار أربعة عشر عاما ومنذ بداية الأحداث في سوريا وتصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة اخذت مصر علي عاتقها مسؤولية الحفاظ علي كيان وهيكل سوريا والحيلولة دون سقوط الدولة في براثن الفوضي و من ثم تدهور العلاقات بينهما وهذا ماتخشاه القيادة السياسية في مصر وبعد التطور السريع في الأحداث وسقوط نظام الأسد وهروبه الي خارج البلاد تعقدت الأمور واعتلي السلطة في سوريا نظام جديد وغير واضح الرؤية حتي الآن وهذا لايعني بالضرورة أن نظام الأسد كان جيدا بل علي العكس كان نظاماً تكتاتوريا طائفيا واضر بسوريا أكثر مما نفعها ولكن كان هناك دولة محددة المعالم وجيش وطني وكيان قائم أما النظام الجديد في سوريا فهو من وجهة نظر القيادة السياسية في مصر مجهول ودوافعة وأهدافه غير واضحة وتخشي مصر من وقوع سوريا في غياهب الغلو والتطرف والفرقة بين أبناء الشعب الواحد وبما أن الفصائل المسلحة الممولة من الخارج وهذا واضح للجميع قد تتصارع فيما بينها ويريد كل فصيل أن يستأثر بالحكم ومن هنا تخشي القاهرة هذا السيناريو فهو في يصب في مصلحة أعداء الأمة ويخدم مصالحهم كا إسرائيل وغيرها من الدول الطامعة في هذا البلد الشقيق الذي يعاني منذ سنوات ضيق العيش والتشتت .وسوريا وهي دولة محورية ومهمة في قلب الأمة العربية والإسلامية استقرارها مهم جدا لمصر وباقي الدول العربية وبعد سقوط الأسد و هروبه وعلي مدار مايقرب من الشهر لم يوجد أي اتصال بين القيادة السياسية المصرية والقيادة السورية الجديدة والتزمت القاهرة الصمت طوال هذه الفترة وهي تترقب وتنتظر ما سيقدمه القائمون على الحكم في سوريا من ضمانات ومبادرة لتوضيح علاقتهم المستقبلية مع مصر و كيفية التعامل في المستقبل. ولكي تضع القاهرة النقاط علي الحروف فيما هو قادم وبعد فترة صمت وعدم تعليق علي ما يجري بادرت بالتواصل مع النظام السوري الجديد وأبلغت القاهرة دمشق بمجموعة من الطلبات عن طريق وزير خارجيتها أهمها الحفاظ على كيان الدولة السورية واعلاء مصلحة الوطن عن المصالح الشخصية والحفاظ على هوية الشعب السوري الشقيق وتبني علاقات جيدة مع دول المنطقة .كما حذرت القاهرة النظام السوري الجديد من تصدير العناصر المسلحة الممولة من الخارج لدول المنطقة والحفاظ علي علاقات جيدة تربط البلدين الشقيقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى